كتب مصطفى هاني
بعض المسلمون يتهاونون في أداء زكاة الفطر، ناسين أنها ركن من أركان الإسلام وحق لله ولعباده.
فلا يجوز تأخيرها أو عدم أدائها بشكل صحيح. نكشف لكم تفاصيها.
متى تخرج زكاة الفطر؟ وما آخر موعد لدفعها؟
يمكن للمسلم أن يُخرج الزكاة لعيد الفطر قبل صلاة العيد بيوم أو يومين، وبذلك يكون أول وقت لإخراج الزكاة هو ليلة ثمان وعشرين؛ لأن الشهر يكون تسعًا وعشرين أو ثلاثين يومًا. وهو ما فعله بعد الصحابه كما روى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: وكانوا يعطون قبل الفطر بيوم أو يومين.
أما الوقت الواجب لإخارج زكاة عيد الفطر كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو من بعد غروب شمس آخر يوم في رمضان حتى قبل صلاة العيد. فقد روى بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات.
فلا يجوز تأخير الزكاة بعد صلاة العيد ولا يجوز إخراجها قبل العيد بأكثر من يومين.
ما هو مقدار زكاة الفطر للشخص؟
عَن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: “فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ”.
من هذا الحديث وكذلك غيره من الأحاديث وأقوال وفعل الصحابة نعرف أن مقدار زكاة عيد الفطر يكون صاع من التمر أو الشعير، لكن ما هو الصاع؟ وهل يقتصر على هذين الصنفين فقط؟
ماهو الصاع في زكاة الفطر؟
الصاع هو عبارة عن ملئ اليدين المعتدلتين أربع مرات بالحبوب أو الطعام المراد حساب حجمه، ويساوي الصاع في زمننا ما يقارب ثلاثة كيلو تقريبًا.
ما الحبوب التي تخرج في زكاة الفطر؟
لا تقتصر زكاة عيد الفطر على التمر والشعير فقط، وإنما تخرج الزكاة من غالب قوت البلد. بذلك تختلف الزكاة من بلد لأخرى في نوع الطعام.
والصاع في هذا العام يساوي 91 جنية مصري تخرج حبوبًا.
هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقدًا بدلًا من الطعام؟
ستجد خلاف وانقسام في ذلك، من يقول أن إخراجها نقدًا جائز وآخر يقول لا يجوز لأن ما ورد من نصوص يثبت أنها تخرج طعام. فأيهما على صواب.
أولًا لابد من معرفة أن الأصل في العبادة التوقف عند حدود النص، وعدم الاجتهاد في تغيير أحكامها بدون دليل شرعي. كما أن الالتزام بفعل النبي ﷺ وصحابته أولى من الاجتهاد العقلي، خاصةً في العبادات.
كما أن النبي ﷺ لم يذكر الدراهم ولا غيرها من الأموال في الزكاة، ولو كان النقد جائزًا لبيّنه كما بيّن أحكام أخرى تتعلق بالزكاة.
لذا فالواجب إخراجها حبوب وطعام لا مالًا كما صرح دار الإفتاء المصرية. وقد كان بعض الناس يناظرون بن عباس في أمر المتعة في الحج والعمرة، فَقَالَوا لَهُ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ” يُوشِكُ أَنْ تَنْزِلَ عَلَيْكُمْ حِجَارَةٌ مِنْ السَّمَاءِ! أَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقُولُونَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ؟ “
فعلينا اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقول بعض العلماء بجواز النقد مبني على الاجتهاد العقلي وليس على النص الصريح، في حين أن العبادات توقيفية لا يجوز تغييرها بالرأي.
لماذا فُرضت الزكاة على المسملين؟
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: “فرض رسول الله ﷺ زكاة الفطر طُهرةً للصائم من اللغو والرفث، وطُعمةً للمساكين، فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات.”
فالصيام قد يشوبه نقص أو تقصير، فجاءت الزكاة لتكمل هذا النقص وتطهّر الصائم مما قد يكون وقع فيه من لغو أو رفث أثناء الشهر الكريم. كما يجد الفقراء ما يأكلونه يوم العيد دون الحاجة إلى السؤال، مما يعزز التكافل الاجتماعي بين المسلمين.
لذا لابد من الالتزام بالزكاة وأدائها على أكمل وجه وعلى نهج الرسول والسلف الصالح.
نتمنى لكم أن يتقبل الله منكم صيامكم وأعمالكم ونهمئكم بعيد الفطر المبارك.