كتب: إبراهيم ناجح
كيف تتم نهضة التعليم؟
نحن بحاجة ماسة إلى نهضة التعليم!
الكل يعلم أن الأزمة الراهنة التي يمر بها التعليم هذه الأيام في تعقيدٍ مستمر. فيجب أن يأخد التعليم والمعلم والمتعلم حقهم للنهوض بهذه البلاد من براثن الجهل.
أهم عامل في تقدم الحضارات ونمو المجتمعات هو “التعليم”.
كما يقول مالكوم إكس: “التعليم هو جواز سفرنا للمستقبل؛ لأن الغد ملك لأولئك الذين يعدون له اليوم”.
فنهضة أي أمة تسبقها ثورة في التعليم، ولكن سقوط الحضارات لا بد أن يسبقه تدهور في التعليم.
والتعليم هنا هو مقياس نهضة الأمم، فالدولة التي تجعل التعليم في مقدمة أولوياتها تتقدم عن غيرها من الدول التي لا تعطيه الأهمية ذاتها؛ لذلك حث العلماء، والحكماء، والأدباء والمشاهير على مر العصور على ضرورة التعليم وأهميته.
والسؤال الذي يطرح نفسه.. كيف تتم نهضة التعليم؟
أولا: توعية أولياء الأمور:
إن توعية أولياء الأمور في العملية التربوية والتعليمية، والتوعية بالأنشطة المرتبطة بالتعلم داخل المنزل. يمكن للطفل أن يتعلم منها من خلال تفاعله مع والديه وأفراد أسرته، بالإضافة إلى الدعم وتلبية احتياجات المتعلم.
ثانيا: نهضة وتأهيل الإدارة المدرسية:
الإدارة المدرسية الناجحة هي عصب العملية التعليمية ككل.
فتأهيل الإدارات المدرسية وتدريبها بشكل مستمر مهم جدًا؛ لزيادة كفاءتها؛ حتى تصبح الإدارة قادرة على القيام بالمهام والصلاحيات الممنوحة لها في اتجاه تطوير التعليم. فعلينا إطلاق مزيد من الصلاحيات للإدارات المدرسية للإبداع والإنتاجية الجيدة. ولكنها تحتاج إلى تأهيل تربوي شديد؛ لأن تلك الصلاحيات يجب أن تكون طبقا لمعايير وأسس محددة.
فتلك الإدارة هي التي تمارس التخطيط الجيد والتنظيم والمتابعة والتوجيه.
فيجب على الإدارة المدرسية:
– أن تلتزم بالقوانين التربوية والتقيد بالتوجهات والتعليمات الصادرة لها والعمل على تنفيذها.
– سيادة روح التعاون والمشاركة بين أفراد الإدارة، وعدم الاستئثار بالرأي واتخاذ القرارات.
– الاطلاع على ما يستجد في شوون التربية.
– إقامة علاقة وطيدة مع المجتمع من العادات والتقاليد والعلاقات القائمة مع الإدارة وأولياء الأمور.
– الاهتمام بشؤون التعليم وما يواثر في فاعلياته.
– الأخذ بأسلوب التطوير والتجديد منعا للتجمد.
أخلاقيات الإدارة المدرسية:
١- العطف والرحمة والتعامل الأبوي مع المتعلمين.
٢- الانتماء للمجال التربوي والاعتزاز بأخلاقياته.
٣- تقدير مهنة التربية والتعليم والاعتزاز بها.
٤- الإلمام بالنواحي المالية والإدارية.
ثالثا: النهضة في شؤون المعلمين
لخدمة المدارس ولتلبية احتياج أبناءنا الطلاب للمعلمين، توجد شؤون المعلمين، وذلك وفق ضوابط دقيقة لتحقيق العدل والمساواة بين الجميع. تعمل نحو بيئة مدرسية مستقرة بتحقيق احتياجاتها من المعلمين ولتأمين احتياجات المدرسة من المعلمين؛ لتسهيل مهمة المعلم والمدرسة في أداء الرسالة التربوية والتعليمية.
إدارة شؤون المعلمين
من المهم استحداث إدارة لشؤون المعلمين
– تهتم بإدارة التخطيط الاستراتيجي لتوظيف وتوزيع المعلمين المؤهلين لتلبية متطلبات المدارس.
العمل على استقطاب المعلمين المؤهلين والإبقاء عليهم واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان بقائهم.
– تحديد احتياجات المدارس من الوظائف التعليمية والتخصصات والمؤهلات المطلوبة لشغل الوظائف التدريسية.
– العمل على ترسيخ وتحديث المعايير المهنية الوطنية للمعلمين وقادة المدارس.
– مراجعة وتحديث متطلبات الحصول على الرخصة المهنية للمعلمين وقادة المدارس، وإصدارها، ولكن التعاون مع مركز التطوير وأكاديميات المهنية لحصول المعلم على برامج التطوير المهني يسهل الحصول على الرخصة المهنية.
رابعًا: نهضة وتطوير المناهج التعليمية:
المناهج الدراسة هي الأداة الفعالة في بناء أفراد المجتمع الواحد.
وذلك يكون وفقا لفلسفاتها وتقاليدهم وعاداتهم وسياساتها؛ لأن المناهج الدراسية لا بد أن تعكس الواقع الذي نعيشه، ولكن للأسف الشديد كلنا نعلم أنه لا يوجد تعليم بدون منهج، ولكن هناك مناهج كارثية لا علاقة لها بالواقع. فلا تمنح المتعلمين المهارات الحياتية الضرورية.
والمشكلة الأكبر هي طرق تدريس هذه المناهج والتي تعتمد على «التلقين والحفظ» الذي ينسى تماما بعد أن يؤدي الطالب الامتحان، وبالتالي تكون المحصلة النهائية (صفر). فالطالب لا يعرف المعلومات الأساسية في الحياة وإذا تعلمها ينساها فور انتهاء الامتحانات.
كما يجب الاهتمام بتطوير المناهج:
– يجب أن تكون الأهداف التعليمية واضحة ومحددة.. مهم أيضا تحديد ما يجب على الطلاب تحقيقه في نهاية البرنامج أو المنهج.
– لا بد من فهم احتياجات ومستوى المعرفة وأساليب تعلم الطلاب، وبهذا يساعدنا في تخصيص المحتوى والأساليب بطريقة تناسب معرفة ومهارات الطلاب.
– اختيار محتوى تعليمي ملائم ومتوافق مع الأهداف والمتعلمين.
– تنظيم المحتوى بشكل منطقي ومتسلسل.
وأخيرا لتطوير التعليم يجب بناء أخلاق المتعلمين. فالعلم يمكن تحصيله في أي مرحلة، ولكن الأخلاق تبنى عبر مراحل الحياة؛ ليأتي النضج كمبراة تصقل الأخلاق، وتلقي بالفضلات.
فنظرة العلم للتعليم واتجاهاته نحو الطلاب هي أساس تعديله لسلوكهم، وتطوير تحصيلهم.
فنحن الآن بحاجة إلى نهضة تعليمية، نأخذ فيها بما وصلت إليه الأمم المتقدمة. ولذلك نريد نهضة في المناهج، ونهضة في الإدارة، ونهضة في شؤون المعلم، ونهضة في توعية أولياء الأمور.
أهم عامل في تقدم الحضارات ونمو المجتمعات هو التعليم،
فانهيار التعليم يسبب انهيار الأمة وانهيار التعليم ينطلق من انهيار الأخلاق.