بدء الهجوم الصاروخي الايراني على اسرائيل
بدء الهجوم الصاروخي الايراني على اسرائيل، اعلن الجيش الاسرائيلي مساء يوم الثلاثاء، عن إطلاق ايران لمئات الصواريخ باتجاه اسرائيل.
وطلب المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي من الاسرائيليين البقاء في حالة تأهب واتباع تعليمات قيادة الجبهة الداخلية بدقة.
وجاء الرد الايراني انتقاما على قيام اسرائيل باغتيال اسماعيل هنية وحسن نصر الله.
الصراع الإيراني الإسرائيلي
الصراع الإيراني الإسرائيلي هو واحد من أهم وأعقد الصراعات في الشرق الأوسط، ويتسم بطابع جيو سياسي وإيديولوجي عميق. على الرغم من أن إيران وإسرائيل لم تخوضا حربًا مباشرة، إلا أن التوترات بين البلدين تصاعدت بشكل ملحوظ منذ الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، وتحولت إلى صراع غير مباشر يتجلى في شكل تحالفات إقليمية، حروب بالوكالة، ومنافسة على النفوذ في المنطقة.
الخلفية التاريخية للهجوم الايراني على اسرائيل
في البداية، لم يكن هناك عداء واضح بين إيران وإسرائيل. خلال فترة حكم شاه إيران، كانت العلاقات بين البلدين ودية، حيث دعمت إيران إسرائيل بشكل غير مباشر في عدة قضايا. ومع ذلك، تغيرت الأمور بشكل جذري بعد الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، عندما أسس آية الله الخميني جمهورية إسلامية تعتمد على معاداة إسرائيل كجزء من ايديولوجيتها السياسية والدينية.
منذ ذلك الحين، أصبحت إيران داعمة قوية للفصائل المعادية لإسرائيل، مثل حزب الله في لبنان وحركة حماس في فلسطين. هذه الفصائل تعتمد بشكل كبير على الدعم المالي والعسكري الإيراني، ما يعزز الصراع غير المباشر بين الطرفين.
الأسباب الإيديولوجية والسياسية للصراع
– الإيديولوجيا الدينية:
الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر إسرائيل كيانًا “غير شرعي” في المنطقة وتتبنى خطابًا قاسيًا يدعو إلى زوالها. هذه الإيديولوجيا مبنية على دعم القضية الفلسطينية ورفض أي شكل من أشكال الوجود الصهيوني في الشرق الأوسط.
– المصالح الإقليمية:
إيران تسعى إلى توسيع نفوذها في الشرق الأوسط من خلال دعم الجماعات الشيعية في دول مثل العراق، سوريا، ولبنان. في المقابل، ترى إسرائيل أن هذا النفوذ المتزايد يمثل تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي، خاصة مع تمركز قوات تابعة لإيران بالقرب من حدودها في سوريا ولبنان.
الحروب بالوكالة
الصراع بين إيران وإسرائيل يبرز بشكل واضح في الحروب بالوكالة التي تحدث في مناطق مختلفة من الشرق الأوسط، وخاصة في لبنان وسوريا. في لبنان، حزب الله يمثل القوة الرئيسية المدعومة من إيران والتي تشكل تهديدًا كبيرًا لإسرائيل. خلال حرب عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله، تكبد الطرفان خسائر فادحة، وكانت تلك الحرب واحدة من أكبر المواجهات غير المباشرة بين إيران وإسرائيل.
في سوريا، أصبحت الساحة السورية منذ اندلاع الحرب الأهلية في 2011 ساحة للصراع الإيراني الإسرائيلي. إيران دعمت نظام بشار الأسد ماليًا وعسكريًا، بينما نفذت إسرائيل ضربات جوية متعددة ضد أهداف إيرانية في سوريا لمنع تمركز قوات الحرس الثوري الإيراني على مقربة من حدودها.
اقرأ ايضا: عاجل اسرائيل تقصف جنوب لبنان
البرنامج النووي الإيراني
واحدة من أهم نقاط الخلاف بين إيران وإسرائيل هي برنامج إيران النووي. إسرائيل تعتبر أن إيران تسعى إلى تطوير أسلحة نووية، وهو ما يمثل تهديدًا وجوديًا لها. من جهة أخرى، تنفي إيران هذه المزاعم وتؤكد أن برنامجها النووي سلمي ويهدف إلى توليد الطاقة. ومع ذلك، تصاعدت التوترات مع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني عام 2018 وتزايد الضغوط الإسرائيلية على المجتمع الدولي لاتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إيران.
التحالفات الإقليمية
الصراع الإيراني الإسرائيلي له تأثيرات كبيرة على التحالفات الإقليمية. في السنوات الأخيرة، شهدنا تقاربًا بين إسرائيل وعدة دول عربية مثل الإمارات العربية المتحدة والبحرين في إطار “اتفاقيات إبراهيم”، التي تهدف إلى تطبيع العلاقات بين هذه الدول وإسرائيل. هذا التقارب يُعزى جزئيًا إلى الخوف المشترك من التوسع الإيراني في المنطقة.
إيران، من جانبها، تعتبر هذه التحالفات تهديدًا إضافيًا وتحاول توطيد علاقاتها مع الدول والمجموعات المعارضة لإسرائيل في المنطقة، مثل سوريا وحزب الله. هذا يعزز الصراع الإقليمي ويزيد من تعقيد الأمور.
الأبعاد المستقبلية
الصراع الإيراني الإسرائيلي مرشح للاستمرار على المدى الطويل، خاصة مع استمرار الدعم الإيراني للفصائل المعادية لإسرائيل وتزايد التوترات حول البرنامج النووي. ورغم محاولات المجتمع الدولي لتخفيف حدة التوتر، إلا أن المواجهة المباشرة تظل احتمالًا قائمًا.
على الصعيد الإقليمي، يبقى الشرق الأوسط ساحة لتنافس النفوذ بين إيران وإسرائيل، حيث يسعى كل منهما إلى تعزيز مكانته وتأمين مصالحه الاستراتيجية. هذا الصراع المستمر سيظل عاملًا مؤثرًا في ديناميكيات المنطقة ويشكل تحديًا كبيرًا للأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
تابعونا على صفحتنا في فيسبوك من هنا
يمكنكم متابعتنا على يوتيوب من هنا