صرح “جيك سوليفان” مستشار الأمن القومي الأمريكي، اليوم الثلاثاء، أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، إن واشنطن “لا تسعى إلى صراع إقليمي” في الشرق الأوسط، على خلفية الاضطرابات المتصاعدة في البحر الأحمر.
وقال سوليفان في خطاب خاص: “من خلال مزيج من الردع الثابت والدبلوماسية الثابتة، نسعى إلى وقف انتشار الصراع وتهيئة الظروف لخفض التصعيد”.
وأكد سوليفان إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ركزت على “التحرك نحو مزيد من التكامل والاستقرار في المنطقة”، لكنه حذر من أن الوضع في الشرق الأوسط من المرجح أن يزداد سوءا قبل أن يتحسن. قائلا: “نحن نعمل بشغف مع الشركاء في جميع أنحاء المنطقة لمحاولة اتباع المسار، ولكن في هذه الأثناء، علينا أن نحترس وأن نكون يقظين ضد احتمال أننا، في الواقع، بدلاً من التوجه نحو وقف التصعيد، نسير على طريق التصعيد الذي يتعين علينا إدارته”. وفقا لما ذكرته صحيفة عرب نيوز.
وتأتي تعليقات سوليفان بعد أيام فقط من قيام التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وبريطانيا بتنفيذ ضربات على مواقع الحوثيين في اليمن، ردًا على موجة الهجمات الأخيرة التي شنتها ميليشيا الحوثيين المدعومة من إيران على طرق الشحن التجارية في البحر الأحمر. وفي إشارة إلى احتمال وقوع المزيد من الهجمات على السفن، قال سوليفان: “لم نقل عندما شننا هجماتنا إن (ضربات الحوثيين) ستنتهي نهائيا”، وأوضح إن وقف هجمات الحوثيين على الشحن البحري سيعتمد على تعاون “أولئك الذين لديهم نفوذ في طهران”، وكذلك دعم حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
وفيما يتعلق بالصراع في غزة، أكد سوليفان إن الولايات المتحدة تتصور سيناريو ما بعد الحرب حيث تستمر إسرائيل في التطبيع مع جيرانها العرب، والذي قال إنه السبيل الوحيد لأمن دائم ومضمون لإسرائيل، فضلا عن دولة للفلسطينيين.
معبرا: “أعلم أنه من الصعب أن نتخيل في هذه اللحظة التي يوجد فيها الكثير من الغضب والألم والكثير من عدم اليقين، لكنه في الحقيقة هو الطريق الوحيد الذي يوفر السلام والأمن للجميع”.
وقال سوليفان إن العالم “بحاجة إلى دولة فلسطينية”، وأن ذلك يمكن تحقيقه “ليس بعد سنوات من الآن، ولكن على المدى القصير، إذا اتخذ الجميع قرارات شجاعة واختاروا هذا الطريق”.
وبينما أكد سوليفان دعم واشنطن لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في أعقاب هجمات 7 أكتوبر التي نفذها نشطاء حماس، دعا الحكومة الإسرائيلية إلى الالتزام بالتزاماتها بموجب القانون الدولي. وأضاف “هذا (الحق) لا يقلل على الإطلاق من مسؤولية إسرائيل في إدارة حملتها بطريقة تحترم القانون الإنساني الدولي وتلتزم بالضرورة الأخلاقية والاستراتيجية للتمييز بين الإرهابيين والمدنيين الأبرياء”.
وخلال خطابه، أكد سوليفان أن واشنطن تدعم بشكل كامل المجهود الحربي الأوكراني، وقال إنه واثق من أن الكونجرس الأمريكي سيوافق على المزيد من المساعدات لكييف “بعد الكثير من التقلبات والمنعطفات”، مضيفًا أن إدارة بايدن “تسعى للحصول على المزيد من المساعدات، وهو ما سيتم في الأسابيع المقبلة.”
وأشار أيضًا إلى التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين، وقال إن القيود التي تفرضها واشنطن على واردات بكين من الرقائق المتقدمة تهدف إلى ضمان الأمن القومي الأمريكي وليس حاجزًا أمام التجارة بين البلدين.
وأضاف أن القيود كانت “استثناءًا واسعًا للرقائق التجارية، وهو نوع الرقائق التي يمكن أن تساعد في تعزيز التقدم الاقتصادي”، وأن المنافسين الاستراتيجيين للولايات المتحدة “لا ينبغي أن يكونوا قادرين على استغلال التقنيات الأمريكية لتقويض أمننا القومي أو حلفاءنا وشركائنا”.