كتب مصطفى هاني
كيف تترك تلك الفرصة بالعتق من النيران وقد فاز بها غيرك؟ وهذه أيام من نجا منها فقد نجا كما قال الشيخ سمير مصطفى. فهل هناك فرصة للنجاة أم أنها قد ضاعت؟
قد مضت سبعة أيام من شهر رمضان المبارك. لم يعدك الله فيها فقط بكثرة الحسنات، بل بالعتق من النيران في تلك الأيام من شهر رمضان، فهل كنت ممن عُتِقوا فيها؟ وإن كان الجواب لا، فما السبب؟ وماذا فعل من عُتقوا من النار كي ينالوا هذا الفوز العظيم؟ وهل هناك فرصة لاستدراك ما فات والفوز بالعتق من النار؟
حال الصالحين في رمضان يوضحها لنا الشيخ سمير مصطفى
يقتدي المسلم في الأعمال التي تقربه إلى الله بمن سبقه من الصالحين. ومن أكثر صلاحًا من السلف أصحاب الرسول ﷺ والتابعين ومن تبعهم كي يُقتدىَ بهم؟
قد عرف السلف الصالح قيمة شهر رمضان، فكانت كل همتهم في هذا الشهر المبارك هي أن يُصرفوا عن النار دون التفكير في الجنة. وهذا لأنه بالضرورة من صرفه الله عن النار فهو في الجنة بإذن الله. فكان جُلَّ جهدهم كيف نُصرف عن النار ونُعتق منها.
فكانوا يسارعون في العبادات والخيرات -من صيام وقيام وصدقات- على الوجه الذي يحبه الله، طمعًا في مرضاة الله عزَّ وجلَّ. ذلك لأن الملك لا يعتق من عبيده إلا من تقرَّب إليه على الوجه الذي يحبه، ومن الممكن أن يمن الله على العبد فيعتقه دون أن يكون له من محِّل القربة أو الرضا، وقد كان بعض سلفنا الصالح منهم مُطرف بن عبدالله يقول: اللهم ارضَ عنَّا، فإن لم ترضَ عنَّا فاعفُ عنا.
جواب الشيخ سمير مصطفى حول تصفيد الشياطين في رمضان؟
أيعصي المسلم في رمضان -نهارًا أو ليلًا- وقد صُفِّدت (سُلسلت) الشياطين؟ قد هيَّأ الله للمُسلم من أول ليلة في رمضان طريق العتق من النار، حيثُ صُفِّدت الشياطين ومردة الجِّن، لكن على الرغم من ذلك يقع الشخص أحيانًا في المعصية والخطأ.
يرد الشيخ سمير مُصطفى عن هذه الشبهة بأن مردة الجِّن أي أكابرهم وأشد الشياطين هم المقصودون في حديث الرسول ﷺ، أما صغار الشياطين وضعافهم فالحديث لا يشملهم. لكن يحذر المسلم، فوقوعه في معصية واتباعه لهؤلاء الشياطين والجن في رمضان يعني ضعفه الشديد كضعف هذا النوع من الشياطين، وإلا فكيف يؤثر الضعيف على قوي الإيمان؟
الاحتياط في الصوم. ينصحنا به الشيخ سمير مصطفى
الاحتياط هو أن يأخذ المرء بأوثق الوجوه في أموره. والحيطة في الصيام من أهم الأمور، فلا يبالغ المسلم في المضمة والاستنشاق عند الوضوء كما أخبر الحبيب المُصطفى ﷺ، وليس فقط في الطعام والشراب بل حتى في ماهو غير ذلك كالسواك، فيحذر المسلم من سقوط بعض أجزاء السواك في جوفه، وقطرات العين التي قد تصل إلى الجوف.
فقد يتهاون المسلم في تلك الأمور كما قد يتهاون في وقت الإمساك عن الطعام، فمن الحيطة أيضًا أن يمسك عن الطعام قبل الفجر بقليل.
الشيخ سمير مصطفى يوضح حكم من نام وهو يصلي قيام الليل
بعد الإفطار وفي نهاية اليوم يتهيأ الجسد للراحة وقد يغلب عليه النعاس، فالبعض يقاوم ذلك حتى يقضي صلاة العشاء والتراويح في جماعة أو في المنزل، والبعض الآخر يغلبه النعاس وهو يصلي. فمن السنة ترك الصلاة والخلود إلى النوم حتى يذهب النعاس، لوجوب الخشوع في الصلاة بحضور القلب والعقل.
والدليل هو قول الرسول ﷺ: إذا نعسَ أحدُكم و هو يصلي فليرقدْ حتى يذهبَ عنه النومَ ، فإنَّ أحدَكم إذا صلى و هوَ ناعسٌ لا يدرِي لعلَّه يذهبُ يستغفرُ فيسبُّ نفسَه.
ولكن أخبر الشيخ سمير مُصطفى بحالة واحدة يتصدق الله فيها على العبد ويجازيه ثواب قيام الليل رغم نومه، وهذا عند نوم العبد عن قيام الليل وتفويته وهو مداوم عليه دائمًا. فإذا لم يؤديه ليلًا بسبب النوم وقد نوى قيامه فيتصدق الله عليه كما ورد في قول النبي ﷺ، فضلًا منه ونعمه.
ماهي بطاقة النجاة يوم القيامة؟ يبشرنا بها الشيخ سمير مصطفى
يا عبد الله، يا باغي الخير أقبِل. جاءك هذا الشهر المُبارك، يمُنُّ الله عليك به، ويريد عتقك من النار، ويريد الله أن يتوب عليك، أفلا تجتهد؟
إن ذكر الله في هذه الأيام له أجر عظيم وثواب كبير، وفي هذا المقال نختار لك قول “أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله” والذي لا يعتبر مجرد ذكر أو قول بل هو بطاقة نجاة تدخلك الجنة رغم معاصيك وتقصيرك الذي تعترف به أمام الله يوم الحساب.
فيشرح لنا الشيخ سمير مصطفى أنه بعد حساب الله عبده واعتراف العبد بما فعله يقول له الله: إن لك عندنا حسنة، لا تجحد ولا تغبن ولا تظلم. ثم يُؤتَى ببطاقة فيها “أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله”، فتوضع البطاقة في كفة، والتسعة والتسعون في كفة قال: فرجحت البطاقة فطاشت السجلات.
وهذا هو قول رسول الله ﷺ في حديثه الصحيح، فتكون تلك الجملة ذكر من العبد بنية صادقة للتوبة وبإخلاص.
لذا فلا تُضيِّع الشهر وما تبقى منها والحق بمن سبقوك وأُعتقوا، وقد أفردنا لكم بعض المعلومات عن شهر رمضان في فضله وأحكامه بشكل مُبسط ترشدكم في طريق العتق من النار، ونتمنى أن تنفعكم وأن يتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
