كتبت: إيمان حامد
المجسمات الفرعونية بالسعودية… يعتبر القطاع السياحي من القطاعات الأكثر حساسية تجاه الأحداث المختلفة. لا سيما، الأحداث الكبرى داخل أو خارج البلد، والتي تنعكس بصورة مباشرة أو غير مباشرة على التدفقات السياحية.
ولكن خلال السنوات القليلة الماضية تعرضت مصر لاعتداءات ممنهجة من قبل بعض الدول. الأولى كانت الصين وتقليد تمثال أبو الهول، والثانية المملكة العربية السعودية وتقليد مجسمات أثرية من خلال المهرجان الترفيهي العالمي. تحت شعار ترويجي “لم تعد بحاجة إلى زيارة مصر لرؤية أشهر المعالم التاريخية بالعالم”.
حيث إن الصين قامت بتقليد نسخة من تمثال أبو الهول، ويُعد ذلك خروجًا عن القوانين الدولية التي تحمي الملكية الفكرية. على الرغم أنه يعد بناء التمثال دعاية مجانية لمصر، ولم يكن له تأثير ملحوظ على حركة السياحة. إلا أن الحكومة المصرية اتخذت قرارًا حاسمًا. وخاطبت الحكومة الصينية بضرورة هدمه، وذلك بسبب الضرر الذي أصاب التراث الوطني.
عمل المجسمات الفرعونية بالسعودية
ومن جانب آخر قامت الهيئة العامة للترفيه بالمملكة العربية السعودية باستنساخ وتقليد بعض القطع الأثرية التي تمثل الحضارة المصرية القديمة. من أهرامات الجيزة، وتمثال أبو الهول، ومعابد فرعونية، ضمن مشروع بوليفارد التراث الثقافي بالرياض. وقد تم الترويج له والدعاية لزيارته كبديل لزيارة الأماكن الأثرية بجمهورية مصر العربية. ولكن لم تحصل الهيئة على موافقة من الحكومة المصرية. ويعد ذلك انتهاكًا لحقوق الملكية الفكرية للدولة المصرية، وخرق لاتفاقية اليونسكو الخاصة بحماية التراث الثقافي.
الحضارة المصرية القديمة
الأهرامات المصرية تم تشييدها على مدار ٢٧٠٠ سنة. بداية من عصر الدولة القديمة حتى العصر البطلمي.
وقد تم البدء في بناء الأهرامات في عصر الأسرة الحاكمة الثالثة، وانتهت في عصر الأسرة السادسة. وكان اعتقاد المصريين القدماء أن الملوك مختارون من قبل الآلهة ليكونوا وسطاء بينهم وبين الناس على الأرض. لذلك، كانوا يحرصون على الحفاظ على جثة الملك سليمة؛ للاعتقاد السائد آنذاك أن روح الملك تبقى مع الجسد. لذلك، كانوا يقومون بتحنيط الجثث ووضع معهم كل ما يحتاجونه من الأوعية الذهبية والطعام والآثار، فتم إنشاء الأهرامات باعتبارها قبور الملوك.
أما أبو الهول فهو أثر مصري على هيئة تمثال، جسمه جسم أسد ورأسه بشري، ويحرس المقابر، وقد نحت من الحجارة. ورأسه تمثل الملك خفرع الذي عاش بالقرن ٢٦ ق.م. وطوله ٢٤ قدما وارتفاعه ٦٦ قدما ويرمز للإله حور.
الأهرامات الثلاثة بُنِيَت كقبر لحماية جسم الملك، والحفاظ على الإمدادات التي يحتاجها في العالم الآخر من اللصوص. وكانوا يعتقدون أيضًا أنّ بناءه مدبب في أعلى الهرم، ليكون نقطة انطلاق لروح الملك للصعود إلى السماء والانضمام إلى إله الشمس.
ولكن في القرن التاسع عشر انفجرت فتحة من الجانب الشمالي من الهرم الأكبر. وقد أصبحت المدخل للهرم حديثًا.
فاليوم يدخل الزوار من ممر الهيكل الذي يؤدي إلى الغريت غاليري “the Great Gallery”، وهو ممر واسع يبلغ ارتفاعه ٨.٥٣ متر. ليصلوا إلى غرفة الملك التي تصطف جدرانها من الجرانيت الأحمر الصلب. ليشاهدوا تابوت الملك الذي تمّ كسره بواسطة اللصوص، وهو الشيء الوحيد الذي تمّ تركه في الغرفة. بسبب عدم معرفتهم طريقة إخراجه من الممر.
المجسمات الفرعونية بالسعودية
وهذا الاعتداء على التراث الحضاري المصري قد يؤثر بصورة سلبية على الاقتصاد، وخسارة أحد مصادر الدخل القومي، وإلحاق الضرر بالدولة المصرية. لأن الحكومة المصرية تعتمد على إيرادات السياحة داخل الموازنة العامة للدولة. فضلًا عن عزوف السياح للسفر إلى مصر.
حيث يقدر عدد زائري المعالم السياحية حوالي ٣.٥ مليون سائح، كما يساهم قطاع السياحة بحوالي ١٢٪ من الناتج المحلي. كما أنها توفر العديد من الوظائف بجانب تشغيل العديد من القطاعات. وعلى رأسها النقل والزراعة، فضلًا عن مساهمتها في تفعيل التبادل الثقافي بين البلدان.