كتبت: تقى سيد عبدالفتاح
الآثار المصرية في السعودية… تعد أرض السعودية مهدًا للدين الإسلامي، حيث يكمن داخلها المسجد النبوي والمسجد الحرام. وهذا يجعلها مُلتقى لملايين من الأمم الإسلامية يتوافدون إليها لأداء مناسك العمرة وفريضة الحج.
وفي الآونة الأخيرة أصبحت السياحة من أحد أهم المحاور لأرض السعودية. وتعد المملكة العربية السعودية واحدة من أهم الوجهات العربية. بل أولى الوجهات العربية من قِبل السياح المسلمين، والرابعة عالميًا ضمن العشر وجهات الأولى التي تعد من الأراضي الأكثر زيارة من قِبَل السياح المسلمين. وذلك طبقًا لتقرير المؤشر العالمي للسياحة الإسلامية لعام ٢٠١٩ ميلاديًا.
وفي ٢٧ سبتمبر ٢٠١٩م جعلت السعودية أرضها العربية ولأول مرة في تاريخها أرض سياحية. حيث أقامت تأشيرة سياحية لجميع المواطنين في جميع أنحاء العالم -وذلك وفقًا لتنظميات جديدة-.
كما أتاحت التأشيرة عند الوصول لأحد منافذ الدخول أو الحصول عليها إلكترونيًا كما أن السياحية في السعودية لا يشترط أن تكون للمرأة مرافق.
وصلاحية التأشيرة تصل إلى عام كامل، وتُتيح زيارات متعددة للملكة السعودية. بشرط أن لا تتجاوز ال٩٠ يوما، ويكون ذلك في المرة الواحدة.
وصرحت وزراة السياحة في السعودية أن المملكة السعودية أصبحت تحتل المركز الأول. وذلك من بين مجموعة عشرين من الدول، وذلك من حيث نسبة نمو عدد السياح الدوليين.
كما أعلن رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني -التي تعتبر وزارة السياحة حاليا- تقدر الاستثمارات بمبلغ يصل ل١١٥ مليار دولار. وذلك حتى وقت إطلاق التأشيرة السياحية.
اكتشاف آثار مصرية داخل السعودية:
ونقلا عن عالِم الآثار ووزير الآثار المصري الأسبق “زاهي حواس” والذي أكد على أن اكتشاف آثار مصرية داخل السعودية. إن هذا إن كان يدل على شيء فهو يدل على التبادل التجاري بين مصر والسعودية منذ الآف السنين.
وأضاف أن من الضروري استثمار الآثار التي توجد داخل المملكة السعودية. وذلك لجذب مزيد من السياح، وأن يقوموا باستهداف النوع الأغلى والأثمن من السياحة.
كما نوه “حواس” على أنه تم العثور على (حجر مستطيل) كان للملك رمسيس الثالث والذي يعتبر آخر ملوك الرعامسة. وهذا الحجر ينتمي لحقبة الملوك الذين يُسمون رمسيس والذي حكم مصر وذلك في الفترة بين ١١٩٢ و١١٦٠ قبل الميلاد. وكان ذلك في مدينة تيماء داخل السعودية.
المنصة الطقوسية داخل المملكة العربية السعودية:
تضم المنصة الطقوسية في شمال المملكة العربية السعودية تُحفًا مصرية. بالإضافة إلى أنه لا تزال “الميجاليتية” -التي تعني الآثار الحجرية- والتي تقع في شمال الجزيرة العربية، وهي غير معروفة إلى حد كبير.
حيث أن اكتشاف المنصة الطقسية الواسعة مؤخرًا أدت إلى معرفة الطقوس القديمة داخل المنطقة.
اكتشاف منصة طقسية
وقام الفريق الدولي لعلماء الآثار من المملكة العربية السعودية وفرنسا بالإضافة إلى إيطاليا باكتشاف مساحة تصل إلى ٣٥ متر من منصة طقسية طويلة مثلثة تبلغ (١١٥ قدمًا).
حيث كانت مدفونة داخل مستطونة واحة دومة الجندل، وذلك كان شمال المملكة العربية السعودية. كما تبين أثناء الاكتشاف أن المنصة كان بداخلها مقبرة تم نهبها. بالإضافة إلى أنهم اكتشفوا بين الجثث المتحللة تحفا مصرية قديمة، وذلك نقلًا عن موقع ancient.
بناء منصة الطقوس العربية في الألفية السادسة
تم تقديم ورقة جديدة بحثية تم نشرها داخل مجلة Antiquity
والتي تتضمن دراسة تاريخ الكربون المشع على البقايا البشرية التي توجد من الرواسب الموجودة داخل المنصة بالإضافة إلى ١٤ من القطع الأثرية.
كما نوهت الورقة عن فعالية الهيكل منذ الألفية السادسة قبل الميلاد بالإضافة إلى استخدامها في الطقوس التذكارية والجنائزية.
ويشار إلى أن الاكتشافات تمثل بصمة تركها الرعاة الرحل خلال الفترة النائية داخل المناظر الطبيعية.
وصول القطعة الأثرية المصرية إلى السعودية
تبدأ بناء المنصة الطقسية منذ حوالي ٨٠٠٠ عام مضوا. حيث ذكرت الورقة أنه تم بنائها في عدة مراحل، وهي موجهة على محور من الشمال الغربي إلى الشمال الشرقي إلى الجنوب الشرقي. والتي تتماشى مع مسار شمس الانقلاب الشتوي.
بالإضافة إلى أنه تم اكتشاف أجسام بشرية تحت الأحجار. حيث أشار الباحثون إلى أن ذلك يدل على أن المنطقة كانت ذات أهمية رمزية. بالإضافة إلى أنه موقع النشاط الطقسي والاجتماعي وذلك منذ بنائه.
مرحلة الدفن الثالثة تعود إلى حوالي ٥٤٠٠ إلى ٥٠٠٠ سنة مضت، وتم نهب هذه المقابر.
بالإضافة إلى أن علماء الآثار قاموا باكتشاف ثلاث عشرة خرزة، وهم: ثلاث حبات أسطوانية حجرية، وخمس حبات عقيق، علاوة على ذلك خرزة صدفة أسطوانية، وثلاث حبات مسطحه من الحجر الأبيض، خرزة خزفية بزجاج مصري، والأصداف البحرية من البحر الوردي. بالإضافة إلى تميمة خنفساء الجعران من مصر القديمة.
يغطى الجعران الحجري بالزجاج المصري الأزرق. علاوة على ذلك فهو محفور بفرعون منمق يرتدي تنورة طويلة مطوية ومفصلة بكوبرا بارزه منه، ويرتدي غطاء رأسه التقليدي. وهذا الاكتشاف والاكتشافات المصرية الأخرى تشير إلى أن العلاقات التجارية القديمة بين سكان المملكة المصرية القديمة وسكان دومة الجندل سيطرت منذ القرن السادس عشر إلى القرن الحادي عشر قبل الميلاد.
وأشارت الورقة إلى أن وجود الحرف المصرية يعود إلى أن الموقع يقترب من جنوب الشام وسيناء.