كتبت/ عبير الحويطي
الإدارة في القرآن الكريم
يرتبط الإسلام ارتباطًا وثيقًا بتنظيم الإدارة، وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك في قوله تعالى:
“إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم”
فبالعلم والعمل يتحقق الارتقاء والتقدم، وترتقي الأمم في شتى شؤون الحياة، سواء الفكرية أو العلمية أو العملية.
وكلما ارتقى الفكر، تحقق التقدم في مختلف المجالات كالصناعة والزراعة والبناء، وارتفع مستوى الإنسان في تعلُّم العلوم على جميع الأصعدة.
وفي ظل التكنولوجيا والإصلاح، يجب مكافأة المجتهد، وتشجيعه على الإبداع، وتوفير بيئة مناسبة لا تعوق تطوره بالضغوط القاسية التي قد يتكيف معها، لكنها تقتل روح الابتكار.
كما يجب مراعاة الفروق الفردية في القدرات العقلية والفكرية بين الأشخاص.
الإدارة في السنة النبوية
الإدارة سُنة نبوية عن سيد الخلق، ويتجلى ذلك في قوله تعالى:
“هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون”
فكلما زاد العلم، زاد الرخاء.
والإدارة تعني الأخلاق في العمل، والفهم الصحيح، والأمانة في العلم والعمل.
وحين يتحد الأفراد في أداء عمل مشترك، يصلون إلى أهداف راقية ويحققون التقدم في مختلف المجالات.
ويجب إسناد العمل إلى من يتقنه من النواحي الفنية والعلمية والعملية، انطلاقًا من قوله تعالى:
“إلا أن تكون تجارة تديرونها بينكم”
فالهدف من الإدارة في الإسلام هو النجاح، ورفع مكانة الدولة، وتسيير الأعمال بسلاسة ويُسر.
كما يجب إعطاء السلطة لمن يستحقها من حيث الفكر والثقافة والإرادة القوية، وحماية من حوله من الأفراد.
فالمدير الناجح لا يتراكم عليه العمل، لأنه يوظف من تحته بشكل مناسب، ويُسند لكل منهم المهام التي تتناسب مع قدراتهم، ويتخذ القرار الصائب في الوقت المناسب.
نظرة حديثة
سعى المهندس فريدريك تايلور لتحسين الكفاءة الصناعية، وكان من أوائل المستشارين وقادة الفكر في الإدارة.
وقد نشأت الإدارة منذ العصور القديمة، وكانت آنذاك بسيطة للغاية، أما الإدارة الصحيحة فهي التي تعتمد على استراتيجيات تتيح توظيف كافة الموارد بشكل فعال.
وقليل من المديرين من يتميزون بحسن الإدارة، إذ أن المدير الناجح هو من يدير العمل بأقل الإمكانيات، ويسعى إلى النجاح بأقل الموارد البشرية، من خلال التعاون مع الفريق، وحسن الاستماع إليهم، ومشاركتهم في تطوير بيئة العمل… وهؤلاء قليلون.