كتب مصطفى هاني
بإصرار وعزيمة صادقة وبالرغم من كل ما أصاب الشيخ من أمراض كانت سبب في وفاة الشيخ الحويني إلا أنه لم يتوانى عن نشر العلم لطلابه وللمسلمين.
وسنكشف سبب وفاة الشيخ.
عند وفاة الشيخ الحويني كم كان عمره؟
عن عمر ناهز 68 عامًا لفظ الشيخ أبي إسحاق الحويني أنفاسه الأخيرة، حيث أعلن عن وفاته نجله حاتم الحويني. بعد مسيرة طويلة من العلم والدعوة لدين الله والدفاع عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم. وبالرغم من ألمنا وحزننا على وفاة وقبض هذا العالم الجليل والمحدث الشيخ الحويني إلا أنها رحمة من الله. فقد عانى الشيخ أبو إسحاق الحويني وصارع المرض كثيرًا قبل وفاته بالإضافة إلى أمراض أخرى كانت قد أصابته في السنوات السابقة.
وعكات صحية سبقت وفاة الشيخ الحويني
قبل وفاة أبو إسحاق الحويني بسنوات، تعرض الشيخ لوعكات صحية وعانى من تدهور حالته الصحية كثيرًا. فقد بدأ هذا الأمر منذ عام 2012 حين اشتد مرض السكري على الشيخ أبي إسحاق الحويني فأدت مضاعفات السكري إلى بتر ساقه. بالإضافة إلى ذلك، تعرض لفشل كلوي في عام 2015 مما استدعى نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وبعد انتقاله إلى قطر أُصيب الشيخ بجلطة دماغية أثناء إلقائه درسًا دينيًا نُقِل على أثرها إلى المستشفى كي يتلقى العلاج. وقد أمضى مدة كبيرة في المستشفى بعد أن انتقل للعيش فيها حين ازدادات حالته الصحية في التدهور في السنوات الأخيرة من حياته.
وفي فبراير 2024 تعرض لوعكة صحية أدت إلى نقله مجددًا إلى المستشفى وقد تحسنت حالته الصحية بعض الشيء آنذاك، وتوفى بعد مدة في شهر رمضان.
صلاة الجنازة بعد وفاة الشيخ الحويني
في مساء يوم الاثنين 17 رمضان 1446 هـ، أعلن حاتم الحويني -نجل الشيخ أبو إسحاق الحويني- خبر وفاة والده عبر منشور على حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأقيمت صلاة الجنازة على الشيخ الحويني يوم الثلاثاء بعد صلاة العصر، في مقبرة مسيمير بالدوحة في دولة قطر.
أثار هذا الخبر حزنًا شديدًا خيَّم على المسلمين. كما نعى الكثير من الشيو خو العلماء والمؤسسات كالأزهر الشريف، مشيدين بدوره في الدعوة الإسلامية وخدمة السنة النبوية وعلومها والدفاع عنها وعن الرسول صلى الله عليه وسلم. كما تقدم الأزهر الشريف بخالص العزاء إلى أسرته وطلابه ومحبيه.
نسأل الله أن يتغمد الشيخ أبو إسحاق الحويني بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
الأثر الباقي في الدعوة الإسلامية بعد وفاة الشيخ الحويني
كان للشيخ أبي إسحاق الحويني أثر بالغ في نشر العلم الشرعي خاصة علم الحديث، حيث أعاد للناس الاهتمام بالسنة النبوية من خلال أسلوبه السلس والميسر. كما استطاع أن يقرّب علم الحديث لعامة الناس، فكان يشرح المسائل المعقدة بطريقة مفهومة، مما جعل شريحة واسعة من المسلمين تتفاعل معه وتتأثر به. كما كانت محاضراته تحظى بمتابعة كبيرة سواء في المساجد، وكان له دور بارز في توعية الناس.
كما عُرف الشيخ الحويني بمواقفه الواضحة والجريئة في القضايا الدينية والفقهية. لم يكن يخشى في الله لومة لائم، وكان يتحرى الدقة قبل أن يصدر فتوى أو يعبّر عن رأيه. كان يؤمن بأن الحق لا يُعرف بكثرة القائلين به، بل بالدليل، ولهذا كان يلتزم بمنهج أهل الحديث في الاستدلال، وكان حريصًا على تنقية السنة من الأحاديث الضعيفة والموضوعة، مما أكسبه احترام كثير من العلماء وطلبة العلم رغم بعض الخلافات معه.
علاقة الشيخ الحويني بالعلماء وطلابه
كان من أكثر من تأثر بهم الشيخ الحويني هو الشيخ الألباني، رحمه الله. لم يكتفِ بالقراءة فقط، بل سار على نهجه في التمحيص والتوثيق، حتى صار من أبرز المحققين في هذا العصر. تتلمذ على يديه عدد كبير من طلاب العلم الذين ساروا على خطاه، كما أن كتبه ودروسه لا تزال مصدرًا هامًا للدارسين في مجال الحديث وعلوم السنة.
ولم يكن الشيخ الحويني مجرد عالم، بل كان رمزًا للتواضع والخلق الكريم. أحبه الناس لأنه كان قريبًا منهم، لا يتكلف ولا يتعالى بعلمه. كان يجلس مع العامة ويخاطبهم بلغتهم، ويهتم بحاجاتهم، ولذلك وجد قبولًا كبيرًا بين مختلف فئات المجتمع. وقد بقيت محاضراته ودروسه محل تقدير وحب، حتى بعد أن اشتد عليه المرض وقلّ ظهوره الإعلامي.
نسأل الله تعالى أن يرحم الشيخ أبا إسحاق الحويني رحمة واسعة، وأن يجعل ما قدّمه في ميزان حسناته، وأن يجزيه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء. فقد رحل الجسد، وبقي الأثر، وخلّد العلم ذكره.
رحمك الله يا شيخ الحديث، وجعل مقامك في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.