أخبار عربية

ليلة سقوط بشار الأسد

ليلة سقوط بشار الأسد

 

ليلة سقوط بشار الاسد، شهدت سوريا خلال الأيام الماضية تصعيدًا دراماتيكيًا على الساحة السياسية والميدانية، مع تطورات وصفت بأنها  اللحظة الحاسمة لنهاية عهد الرئيس بشار الأسد. وقد تنوعت هذه الأحداث بين حراك شعبي غير مسبوق، وانشقاقات داخل النظام، وتوترات دولية متزايدة.

الحراك الشعبي  ثورة جديدة؟

عادت المظاهرات الشعبية إلى الواجهة في عدة مناطق من سوريا، وخصوصًا في الجنوب السوري، حيث خرج الآلاف إلى الشوارع مطالبين بالتغيير السياسي والإصلاحات. هذه الاحتجاجات جاءت على خلفية تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي، حيث وصلت الليرة السورية إلى مستويات تاريخية من الانهيار، مما دفع الشعب إلى التعبير عن غضبه.

من هو بشار الأسد؟

بشار حافظ الأسد، المولود في 11 سبتمبر 1965 في دمشق، هو الرئيس الحالي للجمهورية العربية السورية. تولى الرئاسة في 17 يوليو 2000، خلفًا لوالده حافظ الأسد، الذي حكم سوريا لمدة 30 عامًا. بشار الأسد يُعتبر شخصية بارزة في السياسة السورية والعربية، وقد أثار وجوده في السلطة جدلًا واسعًا بسبب سياساته، خاصة خلال الصراع السوري المستمر منذ عام 2011.

النشأة والتعليم

درس الطب في جامعة دمشق وتخصص في طب العيون. في 1992، سافر إلى لندن لاستكمال دراسته، حيث كان يُنظر إليه كشخص بعيد عن السياسة.

الشقيق الأكبر باسل الأسد

كان باسل، الأخ الأكبر لبشار، مرشحًا لخلافة والده، ولكنه توفي في حادث سيارة عام 1994. هذه الحادثة غيرت مسار حياة بشار الأسد، حيث عاد إلى سوريا وبدأ في التحضير للعب دور سياسي.

 

الوصول إلى السلطة

بعد وفاة والده حافظ الأسد في عام 2000، تم تعديل الدستور السوري لخفض الحد الأدنى لسن الرئيس إلى 34 عامًا، مما سمح لبشار الأسد بتولي السلطة.

 عند توليه الحكم، وعد بالإصلاحات السياسية والاقتصادية، وقدم نفسه كقائد شاب حداثي.

 سرعان ما واجه انتقادات بسبب ضعف الإصلاحات وتصاعد قبضة الأجهزة الأمنية.

 

الحرب السورية

في عام 2011، اندلعت احتجاجات واسعة في سوريا كجزء من “الربيع العربي”، مطالبة بإصلاحات سياسية وإسقاط النظام.

 لجأ النظام إلى القوة لقمع الاحتجاجات، مما أدى إلى اندلاع حرب أهلية مدمرة.

 حافظ الأسد على سلطته بفضل الدعم القوي من روسيا وإيران، في مواجهة ضغوط دولية ودعم بعض الدول المعارضة للجماعات المناهضة له. هذا الصراع أدى إلى مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين داخل سوريا وخارجها.

اقرأ ايضا: من هو قائد المعارضة السورية؟

الحياة الشخصية لبشار الاسد

بشار الأسد متزوج من أسماء الأخرس، وهي من عائلة سنية بارزة من حمص. يعملان معًا على تقديم أنفسهما كعائلة حديثة.

 لديهما ثلاثة أبناء: حافظ وزين وكريم. رغم الحرب، حافظ بشار وأسرته على حضورهم في المناسبات العامة، مما أثار انتقادات دولية ومحلية.

وُجهت إليه اتهامات بارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيميائية.

يعتبره البعض رمزًا للصمود أمام التدخلات الخارجية، بينما يراه آخرون قائدًا مستبدًا مسؤولًا عن معاناة الشعب السوري.

بشار الأسد شخصية معقدة تجمع بين دور القائد الذي يواجه ضغوطًا داخلية وخارجية، ودور رئيس دولة متهم بإدارة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العصر الحديث.
تظل قصته مثار جدل عالمي، وربما لن تُحسم نظرة التاريخ له إلا بعد انتهاء الأزمة السورية بشكل كامل.

 

انشقاقات داخل النظام

في تطور لافت، ظهرت تقارير عن انشقاقات داخل النظام، سواء على مستوى القيادات العسكرية أو السياسية. يُقال إن بعض الشخصيات النافذة بدأت تعيد تقييم ولائها للنظام بسبب الضغوط الشعبية والدولية المتزايدة، وسط تكهنات بأن هذه الانشقاقات قد تكون بداية انهيار الهيكل الداخلي للنظام.

التوترات الدولية و ضغوط متزايدة

تزامنت هذه الأحداث مع تصعيد في المواقف الدولية، حيث دعت دول كبرى إلى ضرورة إيجاد حل سياسي شامل للأزمة السورية. يُذكر أن الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين أبدوا استعدادهم لدعم أي جهود تفضي إلى انتقال سياسي سلمي.

 

ما الذي ينتظر سوريا؟

بعد سقوط النظام و التغيّر الجذري في القيادة، فإن سوريا ستواجه تحديات ضخمة تتعلق بإعادة الإعمار، وتحقيق المصالحة الوطنية، وضمان عدم تكرار الصراعات السابقة.

ليلة سقوط بشار الأسد، ستكون حدثًا مفصليًا في تاريخ سوريا والمنطقة ككل. وبينما يترقب السوريون والعالم هذه الاحداث، يبقى الأمل في مستقبل أفضل لسوريا وشعبها هو الدافع الرئيسي للحراك الشعبي والسياسي الجاري.

تابعونا على صفحتنا في فيسبوك من هنا

 

يمكنكم متابعتنا على يوتيوب من هنا

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى