منذ توليه منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية للمرة الثانية، أدلى الرئيس دونالد ترامب بالعديد من التصريحات المثيرة للجدل، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
في هذا المقال نظرة شاملة على أبرز تصريحات ترامب، مع التركيز على مقترحاته بشأن تهجير الفلسطينيين، بالإضافة إلى ردود الفعل المحلية والدولية.
مقترح ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة
في فبراير 2025، أعلن الرئيس ترامب عن خطة تقضي بسيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وإعادة إعماره دون وجود الفلسطينيين، مقترحًا نقل سكان غزة إلى دول مجاورة مثل الأردن ومصر.
قد قوبل هذا المقترح برفض قاطع من تلك الدول.
ما ناقش ترامب هذه الخطة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن، حيث أشار إلى رغبته في تحويل غزة إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” من خلال مشاريع تنموية، واقتصادية.
تضمن الخطة إعادة توطين حوالي 1.7 إلى 1.8 مليون فلسطيني.
قد أبدى نتنياهو دعمه لهذه الفكرة، معتبرًا أنها قد تُحدث تغييرًا تاريخيًا وتزيل ما وصفه بالتهديد الإرهابي القادم من غزة.
ي مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، وصف ترامب غزة بأنها “موقع هدم”، متسائلًا عن سبب رغبة الفلسطينيين في البقاء هناك بعد الدمار الذي لحق بها.
أشار إلى أن الولايات المتحدة ستتولى “عملًا حقيقيًا” في إزالة القنابل غير المنفجرة وإعادة الإعمار.
ردود الفعل الفلسطينية والدولة
ثارت تصريحات ترامب ردود فعل غاضبة من قبل الفصائل الفلسطينية.
قد رفضت حركة حماس هذه المقترحات، مؤكدة على تمسك الفلسطينيين بأرضهم وحقهم في العودة.
ما اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تصريحات ترامب إعلان حرب على الشعب الفلسطيني، مشددة على أن غزة ستبقى عصية على التهجير والمشاريع الاستعمارية.
وعلى الصعيد الدولي، أدانت كل من روسيا والصين تصريحات ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين، معتبرة إياها انتهاكًا لحقوق الإنسان وتهديدًا للاستقرار في المنطقة.
تصريحات ترامب العامة بعد توليه المنصب للمرة الثانية
بالإضافة إلى تصريحاته بشأن القضية الفلسطينية، أدلى الرئيس ترامب بعدة تصريحات بارزة منذ توليه المنصب للمرة الثانية:
– السياسة الخارجية: أعلن ترامب عن نيته تعزيز العلاقات مع حلفاء الولايات المتحدة التقليديين، مع التركيز على مواجهة النفوذ الصيني والروسي المتزايد.
– الاقتصاد: أكد على أهمية إعادة الوظائف إلى الولايات المتحدة وتقليل الاعتماد على الواردات، مع التركيز على دعم الصناعات المحلية.
– الصحة: تعهد بمواصلة الجهود لمكافحة جائحة كورونا، مع التركيز على توزيع اللقاحات وتعزيز البنية التحتية الصحية.
– التغير المناخي: أعلن عن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، مؤكدًا أن هذه الاتفاقية تضر بالاقتصاد الأمريكي.
جدر الإشارة إلى أن هذه التصريحات والسياسات أثارت ردود فعل متباينة على الصعيدين الداخلي والدولي، حيث لقيت بعض المبادرات دعمًا، بينما قوبلت أخرى بانتقادات حاد
ُظهر تصريحات ترامب بعد توليه منصب الرئاسة للمرة الثانية توجهًا نحو سياسات مثيرة للجدل، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
ظل هذه التصريحات محور نقاش واسع بين مختلف الأطراف، مع استمرار الترقب لتبعاتها على الساحة الدولية.
من هو دونالد ترامب؟
دونالد ترامب هو رجل أعمال وسياسي أمريكي شغل منصب رئيس الولايات المتحدة مرتين، وهو شخصية مثيرة للجدل بسبب سياساته وتصريحاته الصريحة.
ولد في 14 يونيو 1946 في كوينز، نيويورك، واشتهر بعمله في مجال العقارات قبل أن يدخل عالم السياسة.
بدايات ترامب وحياته المبكرة
نشأ ترامب في أسرة ثرية، حيث كان والده، فريد ترامب، رجل أعمال ناجحًا في مجال العقارات.
درس في أكاديمية نيويورك العسكرية قبل أن ينتقل إلى جامعة فوردهام، ثم أكمل دراسته في كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا، حيث حصل على شهادة في الاقتصاد.
مسيرته في عالم الأعمال
بدأ ترامب مسيرته في مجال العقارات عبر شركة والده، لكنه سرعان ما أنشأ إمبراطوريته الخاصة.
أنشأ العديد من المشاريع الضخمة، مثل “ترامب تاور” في نيويورك، كما توسع في مجالات أخرى مثل الكازينوهات والفنادق والعلامات التجارية.
ترامب وبرامج الواقع التلفزيوني
لم يكن نجاح ترامب مقتصرًا على العقارات فقط، بل امتد إلى الإعلام، حيث أصبح نجم برنامج تلفزيون الواقع “The Apprentice” عام 2004، والذي زاد من شهرته على المستوى الوطني وجعل اسمه علامة تجارية معروفة.
دخوله إلى السياسة
كان ترامب مهتمًا بالسياسة منذ الثمانينات، لكنه لم يترشح رسميًا حتى عام 2015، عندما أعلن عن خوضه الانتخابات الرئاسية لعام 2016 مرشحًا عن الحزب الجمهوري، متعهدًا بـ”جعل أمريكا عظيمة مجددًا”.
رئاسته الأولى (2017 – 2021)
فاز ترامب بانتخابات 2016 ضد هيلاري كلينتون، ليصبح الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة.
خلال فترته الرئاسية، ركز على قضايا مثل الهجرة، والاقتصاد، والعلاقات الدولية، وكان له تأثير كبير على السياسات الأمريكية والعالمية.
سياساته المثيرة للجدل
تميزت فترة رئاسة ترامب بسياسات مثيرة للجدل، مثل حظر السفر على مواطني دول إسلامية، وبناء الجدار الحدودي مع المكسيك، وتوتر العلاقات مع الصين، إضافة إلى انسحابه من اتفاقيات دولية مثل اتفاقية باريس للمناخ.
الانتخابات الرئاسية لعام 2020 وخسارته أمام بايدن
في عام 2020، خسر ترامب الانتخابات الرئاسية أمام جو بايدن، لكنه رفض الاعتراف بالهزيمة، مدعيًا حدوث تزوير انتخابي.
أدى ذلك إلى أحداث 6 يناير 2021، عندما اقتحم أنصاره مبنى الكابيتول، ما أدى إلى مساءلته للمرة الثانية في الكونغرس.
عودته إلى الساحة السياسية
بعد مغادرته البيت الأبيض، واصل ترامب نشاطه السياسي، وانتقد إدارة بايدن بشدة.
أعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية لعام 2024، وتمكن من استعادة شعبيته داخل الحزب الجمهوري، ليعود إلى الرئاسة في انتخابات 2024.
تأثيره على السياسة الأمريكية والعالمية
يُعد ترامب واحدًا من أكثر الرؤساء تأثيرًا في تاريخ الولايات المتحدة، سواء من حيث سياساته الداخلية أو الخارجية.
لا يزال يشكل قوة سياسية رئيسية، حيث يُنظر إليه على أنه زعيم لحركة “أمريكا أولًا” التي تركز على القومية الاقتصادية والسيادة الوطنية.