\
مقالات

فاطمة بنت أسد زوجة عم النبي ﷺ

 

كتبت: الإعلامية عبير الحويطي

 

من هي فاطمة بنت أسد؟

فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف القرشيَّة الهاشميَّة.

فاطمة هي زوجة أبو طالب عم النبي، وأم الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

كان النبي ﷺ يعيش في كنف جده عبدالمطلب حتى الثامنه من عمره…

‏فاحتضن هذا البيت النبي ﷺ، واحتضنته امرأه عظيمة، وهي فاطمه بنت أسد.

فأعتبرته أحد أبنائها، بل وأكثر، فعندما توفي عبدالمطلب جاء أبو طالب لفاطمة وقال لها: ‏اعلمي أنّ هذا ابنُ أخي وهو أعزّ عِندي من نَفسي ومالي، وإيّاكِ أن يتعرّض علَيه أحدٌ فيما يريد. فتبسّمت من قوله وقالت له: توصيني في وَلدي محمّد!، وإنّه أحبُّ إليّ من نفسي وأولادي، ففرح أبو طالب بذلك.

ولكن فاطمة قد ولّت النبي ﷺ رعايتها وحبّها، وكانت تُؤثِره على أولادها في المطعم والملبس؛ لأنها كانت تقدر أنه يتيم، فكانت تعطيه أشياء واهتمام حتى أكثر من أبنائها رضي الله عنهم، فإذا احتاج النبي ﷺ أمرًا فكانت تلبيه.

 

‏فاطمة بنت أسد كانت تغسّل النبي ﷺ بالماء، وتدهن شَعره، وتُرجّله، وتطيبه.

وكان النبي ﷺ يحبّها، ولا يناديها إلاّ بـ “أمّي”؛ لأنه لم يلاقي أهتمام كهذا إلا من أمه فاطمة بنت أسد. وكانت تجمع له الطعام إذا كان خارج المنزل. ولكن إذا رجع يكون نصيبه محفوظ.

 

‏ومن شدة حبها بالنبي ﷺ وحتى عندما تزوج السيدة خديجة أعطته ابنها عليّ بن أبي طالب تحت رعايته ﷺ، بعد زواجه من أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها.

إسلام فاطمة بنت أسد

‏أسلمت فاطمة بعد وفاة زوجها أبي طالب، ثم قامت فاطمة بالهجرة مع أبنائها إلى المدينة. ‏وكانت رضي الله عنها راويةً للحديث. نتيجة لذلك، روت عن النبيِّ ﷺ ستَّةً وأربعين حديثًا. وكانت امرأةً صالحة، وذات صلاحٍ ودين.

فكان النبيُّ ﷺ يزورها وينام في بيتها بعض الأحيان.

الإعلامية: عبير الحويطي
الإعلامية: عبير الحويطي

وفاة فاطمة بنت أسد

فاطمة رضي الله عنها توفت، فحزن النبي ﷺ عليها حزنًا شديدًا. وروى ابن عباس رضي الله عنهما أنه لمَّا ماتت فاطمة أم علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.. خلع رسول الله ﷺ قميصه وألبسها إياه واضطجع معها في قبرها.

سمِعت رسول الله ﷺ يقول: يبعث الناس يوم القيامة عراة. فقالت وسوأتاه فقال لها ﷺ إني أسأل الله أن تبعثين كاسية.

‏وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّه قال لمَّا ماتت فاطمة زوجة عم النبي ﷺ دخل عليها رسول الله ﷺ فجلس عند رأسها: رحمك الله يا أمي كُنتِ أمي بعد أمي، تجوعين وتشبعيني، وتعرين وتكسيني، وتمنعين نفسكِ طيبًا وتطعميني، وتريدين بذلك وجه الله والدار الآخرة.

‏وقال: «اللهُ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ اغْفِرْ لِأُمِّي فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ وَلَقِّنْهَا حُجَّتَهَا وَوَسِّعْ عَلَيْهَا مُدْخَلَهَا بِحَقِّ نَبِيِّكَ وَالْأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِي فَإِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى