\
مقالات

جزاء الصابرين

 

كتبت الإعلامية: عبير الحويطي 

 

فإن جزاء الصابرين أو الإنسان الصابر على البلاء له جزاء عظيم في الدنيا والآخرة. وله العاقبة الحميدة. ولا بد أن يكون الصبر نابعًا من القلب.

لكن سواء صبر الإنسان على البلاء أو لم يصبر فهو تكفيرا لذنوبه.

«إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ»

وربما أراد الإنسان شيئا وقدر الله له شيئا آخر غير ما أراد لنفسه. ولكن قد يأتي هذا الخير العظيم على هيئة بلاء في الظاهر وهو قمة رحمة الله للعبد. ولا يدرك الإنسان ذلك إلا متأخرا. فيعلم رحمة الله به من نفسه.

ربما يكون في المنع عين العطاء من الله. ولكن العبد لا يدري. ونتيجة لذلك، كلما صبر العبد على البلاء كان الجزاء عظيم في الدنيا والآخرة. وربما أراد الله لعبده مكانة عظيمة في الآخرة وكرامة لا يدركها في الآخرة إلا بهذا البلاء في الدنيا لتمحيص خطاياه. فإن الصبر على أقدار الله ليس له ثواب إلا الجنة والنعيم الخالد. ولكن أكثر الناس لا يعلمون. ففي النهاية لا بد من مجيء اليوم الآخر والحساب والعقاب والثواب.

 

 

 

أهمية الصبر في الإسلام

 

يُعرَّف الصبر بأنّه: حَبس النفس والابتعاد عن السخط والجَزع، وهو يُعدّ من أهمّ المُقوِّمات التي لا يُمكن الاستغناء عنها في أيّ عبادة من العبادات، كما أنّ الصبر طريقٌ للفوز في الدُّنيا والآخرة؛ بالاستقامة على دين الله، والصبر على ما يمكن أن يعترض طريق الإنسان إلى الله -تعالى-، والمسلم يصبر في الدعوة إلى الله -تعالى-، ولا يُعرّض نفسه لاستخفاف الناس به إذا تراجع عن دعوته.

 

 

 

فإن الصبر على الفقر والمرض والكيد من الناس على خيرات الله للعبد. ويكون القيد بأساليب كثيرة، ومنها على سبيل المثال: الحسد، وتشويه سيرة الإنسان، والأسحار، وتسليط الأذى على الخلق.

وقال تعالى: «وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا»

عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا.

 

 

 

واستعينو بالصبر والصلاة – جزاء الصابرين

 

فالصابر له العافية الحميدة في الدنيا والآخرة. إذا، صبر على تقوى الله.

وقال رسولنا الكريم: لا يزال البلاء في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة عليه.

فإن أشد أنواع الظلم ظلم النفس

ومن الأنبياء كانوا في أشد أنواع الابتلاء. ولنا في ذلك عبرة في سيدنا أيوب ابتلي في نفسه وماله وولده بالمرض والموت والفقر. وكان صابرا ومحتسبا وشاكرا.

فإن الله لا يخلق شيئا عبثا. فإن البلاء جندا من جند الله. يرسله الله إلى عبده ليكفر عنه سيئاته وذنوبه ويطهر قلبه. ويرده إليه ردا جميلا ويغفر له ويرفع مكانته.

 

 

 

جزاء الصابرين في الدنيا والآخرة:

 

وعد الله الصابرين في الآخرة بالجنة والكرامة قال تعالى: (فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ) [هود:49] كما قال سبحانه: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [البقرة:155-156]، وقال تعالى: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [الزمر:10] وقال تعالي: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النحل:97] وقال ﷺ: {ما أعطي أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر}، وقال ﷺ: {عجبًا لأمر المؤمن! إن أمره كله له خير؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن}.

فالصابر له العاقبة الحميدة في الدنيا والآخرة، أو له الجنة والكرامة في الآخرة إذا صبر على تقوى الله سبحانه وطاعته، وصبر على ما ابتلي به من شظف العيش والفاقة والفقر والمرض ونحو ذلك كما قال الله سبحانه: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) إلى أن قال سبحانه: (وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) [البقرة:177].

والصبر والتقوى عاقبتهما حميدة في جميع الأحوال، قال تعالى في حق المؤمنين مع عدوهم: (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) [آل عمران:120].

الإعلامية: عبير الحويطي
الإعلامية: عبير الحويطي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى