تبدأ احتفالات مصربـ عيد الفطر المبارك يوم الجمعة الموافق 21 ابريل، حيث تعم الفرحة وجوه الجميع بمختلف محافظات الجمهورية.
ويعرف عن المصريين طقوسهم الخاصة في المناسبات والأعياد ومنها “عيد الفطر” المبارك، حيث يقوم المصريون بعادات وتقاليد وطقوس ميزت مصر الكبيرة عن غيرها من البلدان العربية احتفالا بقدوم أحد أفضل الأعياد لدى المسلمين.
عادات وتقاليد استقبال عيد الفطر
بالتزامن مع انتهاء شهر رمضان الكريم يستعد المصريون للاحتفال بعيد الفطر بعادات وتقاليد لعل أبرزها صناعة الحلويات مثل كعك العيد وهو ما يتم بأشكال زاهية ومختلفة، تعبر عن الفرح بقدوم العيد ويقدم للأهل والأقارب أثناء الزيارات.
وأصبح كعك العيد جزءا ﻻ يتجزأ من مراسم وطقوس اﻻحتفال بمناسبة عيد الفطر ليقوم المصريون بصناعة أشكال وأطعمة مختلفة التي تبدأ عادة مع صلاة العيد.
ويتميز عيد الفطر بالتقرب إلى الله وطاعة الله عز وجل وفيه تعظيم الله وذكره كالتكبير وحضور الصلاة في جماعة بعد توزيع زكاة الفطر مع إظهار الفرح.
ويحتفل المصريون بعيد الفطر المبارك، وسط أجواء من السعادة تسود جميع الأسر، التي تحتفل بتلك المناسبة عبر طقوس وعادات تتوارثها جيلا بعد جيل.
صلاة عيد الفطر المبارك
يقبل المصريون على صلاة العيد بشكل كبير في المساجد والساحات الكبيرة، احتفالا بعيد الفطر، فنجد الآباء والأمهات يصطحبون أطفالهم في الصباح الباكر لأداء صلاة العيد، وسط حالة من البهجة، فضلا عن الحرص على ارتداء الملابس الجديدة التي اشتروها خصيصا لهذه المناسبة.
وعلى الجانب الآخر، نجد بعض المواطنين الذين يوزعون الحلوى والألعاب والزينة على الأطفال عقب أداء الصلاة، ويتم تبادل التهاني والزيارات بين الأهل والأقارب، وتكون فرحة الأطفال كبيرة حيث ينطلقون للحدائق والمتنزهات للعب والمرح
كعك العيد
ويعد الكعك والبسكويت من أبرز مظاهر الاحتفال بالعيد، وترجع أصوله إلى عصر الفراعنة، فهم أول من عرفوه، وفى التاريخ الإسلامي، يرجع تاريخ كعك العيد إلى الطولونيين، حيث كانوا يصنعونه في قوالب خاصة مكتوب عليها (كل واشكر)، ثم أخذ مكانة متميزة في عصر الإخشيديين، وأصبح من مظاهر الاحتفال بعيد الفطر.
ويوجد في متحف الفن الإسلامي بالقاهرة، قوالب كعك عليها عبارات: (كل هنيئا واشكر) و(كل واشكر مولاك) وعبارات أخرى لها نفس المعنى، ليتحول الكعك بمرور الوقت إلى عادة تحرص السيدات على تقديمها للأسرة والضيوف في العيد. حالة من البهجة، فضلا عن الحرص على ارتداء الملابس الجديدة التي اشتروها خصيصا لهذه المناسبة.
العيدية
تعد العيدية أبرز الطقوس الحميمة لدى المصريين، فعقب أداء الصلاة في المساجد والساحات والميادين، يتبادل المسلمون التهاني بالعيد، وتبدأ مظاهر الاحتفال بتوزيع “العيدية” والهدايا على الأطفال تحديدا، كنوع من رسم البهجة والابتسامة عليهم.
صلة الرحم
صلة الرحم واحدة من المظاهر والعادات الموروثة التي تقوم بها الأسر المصرية في أيام العيد، والتي حث عليها الدين الإسلامي، حيث يعتبر المسلمون، العيد فرصة جيدة للتقارب بين بعضهم البعض.
أشهر الأكلات بالعيد
من أبرز الأطعمة التي تميز عيد الفطر والتي يلجأ إليها الكثير من المصريين، لاشتياقهم لها طول شهر رمضان “الكشري” و “الفسيخ والرنجة” والتي تزامنت مع احتفالية شم النسيم مع أيام الصوم في رمضان، وقرر الكثير من المسلمين تأجيل تناوله حتى العيد، لذلك تعتبر من الوجبات الأساسية على مائدة المصريين خلال عيد الفطر.
عيد الفطر في مصر له مذاق خاص، وعلى العصور تنوعت العادات والتقاليد لدى المسلمين في مصر بعيد الفطر وترجع إلى مئات السنين، والتي تنوعت بما يتناسب مع خصوصية كل فترة وما بها من مقومات اجتماعية وثقافية، وكانت أجواء احتفالات العيد خلال تلك العهود الماضية، حسبما ورد ذكرها بالروايات التاريخية.
الدولة الطولونية
وأشهر ما يميزنا اليوم هو حكم العيد وبالرجوع للسجلات التاريخية وجود أن الكعك بداية صناعته كانت في فترة حكم الطولونيين، حيث كانت تصنع في قوالب منقوشة عليها “كل واشكر”.
ومن الوقائع الغريبة التي تميزت بها حقبة الدولة الطولونية أن يهتم الوزير أبو بكر المادرالي لصناعة الكعك في العيد، حيث كان يحشو بالذهب، إلا أن ذلك لا يمنع من القول بأن بداية وجود الكعك تعود إلى عهد المصريين القدماء.
الدولة الفاطمية
قام الفاطميون بصناعة وعمل الكعك والغريبة والبيتى فور والبسكويت والمعمول وغيرها من حلويات العيد المختلفة، وهي المأكولات التي ظلت موجودة حتى وقتنا الحاضر، وقد تميز الاحتفال بالعيد في مصر بخصوصية كبيرة خلال ذلك العهد حيث كان من أهم مظاهر الاحتفال بعيد الفطر توزيع الحلوى على جميع موظفي الدولة وإقامة الموائد الضخمة في قصر الخلافة، حيث أنشئ لذلك الغرض مطبخ لصناعة الحلوى أطلق عليه “دار الفطرة”، في عهد الخليفة العزيز بالله.
العصر الحديث
أما في العصر الحديث كما ذكرنا في السطور الأولى فتتميز بالعيدية والمراجيح والملابس الجديدة والكعك، وزيارة الأماكن الترفيهية كالحدائق والسينما والملاهي وكذلك الالتقاء بالأصدقاء، وزيارة الأقارب وتبادل التهاني أبرز مظاهر الاحتفال بالعيد والتي يضاف إليها استخدام الألعاب النارية داخل المناطق الشعبية وغيرها من المناطق فضلا عن الخروج للتنزه وغيرها.