\
مقالات

رمضان وصحتك النفسية

هل يحسن الصيام صحتك النفسية ؟ أم يزيد من التوتر والإجهاد ؟
منذ بدأ الخليقة ونحن نعيش فى عالم مليئ بالضغوط والصراعات ، وهنالك بعض الأشخاص لديهم القدرة على التعامل مع هذه الضغوط بحكمة واتزان ، ولكن على الجانب الآخر هناك بعض الأفراد التي لا تمتلك هذه القدرة لعوامل بيئية ونتيجة التنشئة الاجتماعية ، وتتخذ هذه الفئة الصيام مبررا لانفعالها وعدم تحكمها فى تصرفاتها .
الصيام هو منحة ربانية لتهذيب النفس وإعادة تشغيل جهازك النفسي بعد عمل صيانة ، وفحص للفيروسات التي دمرت جهازك النفسي ، وإعادة التشغيل مرة أخرى باستخدام نسخة جديدة وبرنامج جديد حديث .
أثبتت العديد من الدراسات أن الصيام يعمل على زيادة الدورة الدموية الواصلة إلى المخ وهذا يعمل على زيادة التركيز وتحسين الذاكرة ، كما أنه يعمل على تقليل هرمون الكورتيزون الذى يساعد على تقلب المزاج ويساعد زيادة تدفق الدم إلى المخ على تحفيز إفراز الدوبامين الذى يجعل الفرد يشعر بالراحة والاسترخاء ويقلل من الشعور بالاكتئاب .
كما أن الصيام يعمل على تأديب النفس ، وتأجيل الإشباع لجميع رغباتك حتى وقت الإفطار ، وهو تدريب للإنسان على الصبر ، مم يسهم فى نضج شخصيته ، ويساعده على تحمل ما يعانيه فى المستقبل .
الصيام هو منحة ربانية من الله عز وجل ، منحة للتخلي والتحلي
هو منحة للتخلي عن العصابية والأنانية وحب الذات والمشاعر السلبية كالحقد والحسد
ومنحة للتحلي بالقيم والأخلاق كالتسامح والإيثار والعطاء والتعاون ، هو دعوة للسلامة النفسية والشعور بالأمن النفسي .
ولكى نصل إلى مرحلة التحلي هذه علينا اتباع النصائح التالية :
– أعقد النية على أن تخرج من هذا الشهر الكريم إنسان جديد .
– كن صادق مع نفسك وحدد نقاط قوتك ونقاط ضعفك وقم بتدوينها وأجعلها أمامك .
– حدد نقطة ضعف واحدة تعمل على إصلاحها كل أسبوع من خلال جدول أسبوعى تدون به درجة من عشرة كل يوم وشاهد هل تقل تدريجيا أم لا .
– حفز نفسك بعبارات إيجابية ( أنا أقدر – أنا استطيع أن أتغير – ربنا هيقوينى )
– قم بعمل أي شيء إيجابي يوميا ودونه ( صلة رحم – زيارة مريض – مساعدة محتاج – صدقة ولو بشق تمرة )
– صلى الفروض بتأني وأجعل صلاتك وقت للراحة والسكينة والحوار مع الله .
– خصص دعاء ثابت لكل يوم أو طوال الأسبوع .
– تجنب المناقشات الجدلية الغير مجدية التي تستنفذ طاقتك .
– ضع نفسك دائما مكان الطرف الآخر والتمس له العذر ، وأبحث عن الإحتياج (ما وراء السلوك ) .
– سامح غيرك ، وأعفو عمن أساء إليك ، تشعر بالسعادة والهدوء .
– الاستغفار راحة للنفس ، وجميع أنواع الذكر ( استغل الطريق ووسائل المواصلات ) .
– لا تجعل عقلك ينشغل ويفكر فى أشياء تافهة .
– تجنب استخدام الموبايل لساعات طويلة ، أو مشاهدة المسلسلات والأفلام التي تحتوى على مشكلات أو مشاهد عنف .
– عندم تشعر بالغضب لأى سبب ، توقف عن الكلام وخذ نفس عميق وأخرجه بهدوء فى ثلاث عادات ( مارس تمارين التنفس للاسترخاء )
– أجعل من شهر رمضان فرصة عظيمة للتطهير وإعادة ضبط مصنعك النفسي .
– أسعى وأجتهد لإطالة عمرك الخيرى ، الذى يختلف تماما عن عمرك الزمنى ، وأعلم أنه كلما كان عمرك الخيرى أكبر من عمرك الزمنى ستشعر بمزيد من السعادة والتصالح مع الذات .
أجعلوا رمضان فرصة عظيمة للتخلي والتحلي ولا تضيعوا هذه الفرصة الثمينة
أجعلوا من رمضان عمرة صغرى لجهازكم النفسي .
وكل عام وأنتم بخير .

دكتورة عزة محمد سليمان


دكتوراه الصحة النفسية والإرشاد النفسي
استشاري أسرى وتربوي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى