تتميز الحضارات التي بنيت على أسسٍ اقتصادية متينة بالازدهار والاستمرارية، إذ تعتبر النشاط الاقتصادي عمودًا أساسيًا في بناء المجتمعات الرائدة. فعندما يتم إتاحة الفرصة للأفراد بالعمل والإنتاج، يتحقق التنمية الشاملة ويتحسن مستوى المعيشة للجميع. وتنطبق هذه المفاهيم على طبقات المجتمع كافة، من المستثمرين والموظفين والمستهلكين، إذ تشكل الاقتصاد وحدةً لا يمكن فصلها عن الحياة اليومية للأفراد. لذلك، فإن فهم أساسيات النشاط الاقتصادي وتأثيراته هو ضرورةٌ ملحة، وهي بالتأكيد موضوعٌ شيقٌ ومهم يستحق البحث والدراسة.
I. مقدمة
تعريف النشاط الاقتصادي
تعتبر النشاط الاقتصادي عبارة عن جهود تمنحها الشركات والأفراد الذين يعملون على إنتاج السلع والخدمات التي تلبي احتياجات المجتمع، سواء كانت هذه السلع والخدمات تجارية أو غير تجارية. يتم إنجاز هذا النشاط من قبل كافة أفراد المجتمع بما في ذلك المنتجين والمستهلكين والشركات والحكومة والقطاع الخاص. يتميز هذا النشاط بطابعين، الأول يشير إلى التبادل المتبادل بين المنتجين والمستهلكين في السوق، بينما يتعلق الطابع الثاني بالإنتاجية والتي تعتمد بشكل كبير على الموقف الاقتصادي الحالي للمجتمع والحكومة.
II. أهمية النشاط الاقتصادي
دور النشاط الاقتصادي في تحسين الرفاهية الاجتماعية
يعتمد تحسين الرفاهية الاجتماعية على النمو الاقتصادي وزيادة فرص العمل وتحسين معدلات الدخل في الدولة. وفي هذا الصدد، يلعب النشاط الاقتصادي دوراً هاماً في تحقيق هذه الأهداف، حيث يؤدي إلى النمو الاقتصادي وزيادة الإنتاجية وتوفير فرص العمل وتحسين مستوى المعيشة. وبالتالي، يمكن القول إن النشاط الاقتصادي يسهم بشكل كبير في تحسين الرفاهية الاجتماعية. وعلى الرغم من أن المستوى الاقتصادي يعد عاملاً مهماً في تعزيز الرفاهية الاجتماعية، إلا أن الظروف الاجتماعية والسياسية والمؤسساتية أيضاً يمكن أن تلعب دوراً في تحسين الرفاهية الاجتماعية. وبالتالي، من المهم أن توجه الدول اهتماماً كبيراً لتحسين النشاط الاقتصادي كوسيلة لتحسين الرفاهية الاجتماعية.
أثر النشاط الاقتصادي على التنمية الاقتصادية والاستقرار
أثر النشاط الاقتصادي كبير على التنمية الاقتصادية والاستقرار في المجتمع. فالنشاط الاقتصادي يسهم بشكل كبير في تعزيز النمو الاقتصادي وبالتالي يؤدي ذلك إلى زيادة الاستقرار الاقتصادي وتحسين جودة الحياة في المجتمع. ويعمل النشاط الاقتصادي على توفير فرص العمل وتحسين مستوى الدخل، وبالتالي يساعد على تحقيق التنمية الاجتماعية. وعلاوة على ذلك، يعمل النشاط الاقتصادي على زيادة العرض والطلب على المنتجات والخدمات، وهذا يساهم في تحسين المستوى الاقتصادي للدولة ويعزز الاستقرار الاقتصادي. ومن خلال توفير فرص الاستثمار وتطوير البنية التحتية وتحسين بيئة الأعمال، يمكن للنشاط الاقتصادي أن يعزز التكامل الاقتصادي والاستقرار الاقتصادي في المجتمع.
III. صفات النشاط الاقتصادي
الصفة الجماعية للنشاط الاقتصادي

يتميز النشاط الاقتصادي بأنه جماعي بطبيعته؛ حيث يضم العديد من الفعاليات والأنشطة التي تتداخل وتتشابك مع بعضها البعض. وهذه المساهمات تؤدي إلى تحسين الاستقرار الاقتصادي في المجتمع ويؤدي إلى تحقيق فائدة اجتماعية جماعية. وتقوم الدول بعمل التصنيف الوطني للأنشطة الاقتصادية بهدف بناء رؤية شاملة تحدد مجالات النشاط الاقتصادي المتنوعة والمختلفة، مما يسهل تمييز النتائج الحقيقية للأنشطة الاقتصادية ويساعد على اتخاذ القرارات الصائبة. وبهذه الطريقة، يتم تحديد المسؤوليات وتقسيم الأعمال بين الجميع، كلاً في مجاله، ويسهل الإشراف والمتابعة. وبالتالي، يمكن تعزيز النمو الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة في جميع المجالات.
الصفة الفردية للنشاط الاقتصادي
يمكن تعريف النشاط الاقتصادي بأنه المجهود الذي يبذله الفرد لإشباع حاجاته أو من أجل الحصول على الأموال. وتتميز الصفة الفردية للنشاط الاقتصادي بأنها تعتمد بشكل كبير على صفات الفرد الشخصية وعوامله الخاصة. فالمرء يعمل بناءً على قيمه ومبادئه، وحبّ النظام والتنظيم، وقدرته على الإبداع والابتكار، وسرعة اتخاذ القرارات الصحيحة في الوقت المناسب. بالإضافة إلى ذلك، فإن الفرد يطمح دائماً لزيادة دخله وتحقيق ربح يعود عليه بالفائدة والرفاهية المادية. ويمكن أن يصنّف النشاط الاقتصادي كفردي أو جماعي، حيث يعتمد ذلك على نوع العمل والمخرجات التي يتم إنتاجها. ومن خلال تنمية الصفة الفردية في النشاط الاقتصادي، يمكن تحقيق تطور اقتصادي واجتماعي قوي يعود بالفائدة على المجتمع بشكل عام.
IV. التصنيف الوطني للأنشطة الاقتصادية (ISIC4)
مفهوم التصنيف الوطني للأنشطة الاقتصادية

يتمثل مفهوم التصنيف الوطني للأنشطة الاقتصادية في توحيد وصف الأنشطة الاقتصادية بشكل موحد، وتحويلها إلى أرقام ورموز، لكل قطاع ونشاط اقتصادي على مستوى جميع البلدان. بحيث يأتي التصنيف الوطني للأنشطة الاقتصادية منبثقًا عن التصنيف الصناعي الدولي الموحد لجميع الأنشطة الاقتصادية. ويشار إليه بـ (ISIC4)، ويتم تطبيقه في الدول حول العالم. يتمثل الهدف الرئيسي للتصنيف الوطني للأنشطة الاقتصادية في تقديم مجموعة من فئات الأنشطة التي تمكن من تقسيم الإحصاءات بناءً على تلك الأنشطة. وعلى الصعيدين الدولي والوطني تم تطوير التصنيفات لتلبية نطاق واسع من الغايات. ويساعد هذا التصنيف في منح الكيانات الاقتصادية والوحدات الإحصائية مستوى أعلى من الشفافية والتوحيد في تعريف الأنشطة الاقتصادية التي تقوم بها.
أهداف إنشاء التصنيف الوطني للأنشطة الاقتصادية
تهدف إنشاء التصنيف الوطني للأنشطة الاقتصادية في المملكة العربية السعودية إلى تجميع وتصنيف الأنشطة الاقتصادية المختلفة بشكل منطقي ومنسق، وذلك بهدف تسهيل التحليل والإدارة الاقتصادية وتحسين أداء الأنشطة الاقتصادية. تخدم هذه الأهداف كلاً من الجهات الحكومية ومختلف المؤسسات والهيئات الخاصة والفردية من خلال:
– توفير معطيات أساسية حول الأنشطة الاقتصادية وتحليل هذه البيانات بأسلوب منطقي ومنسق.
– إنشاء إطار عام ومنطقي يمكِّن المؤسسات المختلفة من مقارنة أدائها بأداء الآخرين في نفس القطاع.
– تسهيل إجراءات المراقبة والرصد المستمر للمؤسسات وتقييم أدائها.
– تحقيق تنسيق أفضل بين الجهات الحكومية والخاصة على مستوى البلاد.
– تعزيز الوعي الاقتصادي للمؤسسات بشكل عام وزيادة فاعلية الإجراءات الحكومية في تسيير الأنشطة الاقتصادية بشكل خاص.
المقصود بالنشاط الاقتصادي الذي يعمل عليه التصنيف الوطني للأنشطة الاقتصادية

النشاط الاقتصادي هو المجال الرئيسي الذي يعمل عليه التصنيف الوطني للأنشطة الاقتصادية (ISIC4). ويتمثل المقصود بالنشاط الاقتصادي في كل ما تقدمه المؤسسات من أعمال أو خدمات. ويشمل هذا المجال العديد من الأنشطة الاقتصادية الأساسية، مثل الزراعة والصناعة، وغيرها. ويساعد التصنيف الوطني للأنشطة الاقتصادية في توحيد الوصف والرمز الموحد لكل قطاع ونشاط اقتصادي على مستوى العالم، وبالتالي يُسهل الحوار بين البلدان حول كافة الأنشطة الاقتصادية. ويمكن الاستفادة من هذا التصنيف على مستوى الدولة، إذ يمكنهم استخدامه في تحديد أفضل الفئات التي يمكن تشجيعها، ويساعد على تحديد الفرص الاستثمارية. وبالتالي فإن التصنيف الوطني للأنشطة الاقتصادية يلعب دورًا مهمًا في تحقيق التنمية الاقتصادية وتحسين الرفاهية الاجتماعية للشعوب.
عملية تبادل المنتجات الإقتصادية المختلفة عن طريق البيع والشراء
V. أنواع النشاط الاقتصادي
النشاط الزراعي
النشاط الزراعي يلعب دورًا حاسمًا في تحسين الرفاهية الاجتماعية في العديد من البلدان. فهو يمثل مصدراً رئيسياً للنقد الأجنبي ويوفر كمية هائلة من الأغذية الأساسية، بالإضافة إلى توفير سبل العيش والدخل للعديد من السكان. نظرًا للروابط القوية التي تربط الزراعة بالقطاع الريفي وبقية القطاعات الاقتصادية، يمكن أن يعمل الزراعة على تعزيز النمو الاقتصادي بشكل عام وتحسين مستويات الأمن الغذائي في المجتمعات. ويتوفر في أمانة العاصمة اليمنية مجموعة واسعة من المزارع التي تنتج محاصيل ممتازة من الذرة، الدين، الطماطم وغيرها الكثير. باختصار، يمثل النشاط الزراعي العمود الفقري للاقتصاد العالمي، ويعمل على تحسين معدلات النمو الاقتصادي وتوفير فرص العيش والدخل للمجتمعات المحلية.
تهدف الإنتفاضة الشعبية في فلسطين إلى ضرب الاقتصاد الإسرائيلي
الاستعمال الزائد للانواع الحية التي لها قيمة اقتصادية
من سياسات المملكة لتحقيق الأمن الاقتصادي توفير برامج الإقراض الميسر.
النشاط الصناعي
يعد النشاط الصناعي من أهم الأنشطة الاقتصادية التي تسهم في تحسين الوضع الاقتصادي للدول، ويقوم بتحويل المواد الخام إلى منتجات نهائية تستخدم في الحياة اليومية. بفضل النشاط الصناعي، يتم استغلال الموارد المحلية وتوفير فرص العمل للمجتمع، بالإضافة إلى التحسين المستمر في الكفاءة والإنتاجية. ويشمل القطاع الصناعي الثلاثة أنشطة رئيسية وهي الصناعة التعدينية، والصناعة التحويلية، وإنتاج الطاقة، ويتوسع هذا القطاع باستمرار لتشمل قطاعات جديدة. ومن أهم التطورات في هذا المجال هو تصنيف صناعي قياسي دولي لجميع النشاطات الاقتصادية، والذي يسهل تصنيف البيانات وتجميعها وتحليلها بشكل كامل ودقيق.