\
منوعاتمقالات

الجاثوم

كتبت: دهب مجدي

أصبحت مشاكل النوم شائعة وخصوصاً بسبب الحالات النفسية ؛ مما يؤدي إلى الشعور بالتعب، والتأثير السلبي على التركيز والحالة المزاجية والصحة العامة،

ومن تلك المشاكل ما يسمى بالجاثوم الذي يمكن أن يكون له أثراً كبيراً على النوم، وقد تؤدي الإصابة به إلى الأرق والتعب، وسنتحدث في هذا المقال بشيء من التفصيل عن جاثوم النوم .

ما هو الجاثوم ولماذا ياتي؟

يعرف الجاثوم (بالإنجليزية: Sleep Paralysis)، أو شلل النوم، أو أبو لبيد، أو بوغطاط أو الرابوص بالعربية على أنه اضطراب يجعل المصاب يصحو جزئياً أثناء النوم خلال حلمه فيما يظل جسده نائماً، ويسمى هذا الاضطراب أيضاً بمتلازمة الجنية العجوز (بالإنجليزية: Old Hag Syndrome).

وتعود هذه التسمية إلى فولكلور شعبي يصور جنية عجوز تجلس فوق صدر النائم، وتسبب له ضيقاً في التنفس وعدم القدرة على الحركة، وتجعله عرضة للكوابيس.

– و هو الحالة التي تحدث أثناء الاستيقاظ أو النوم، يكون الشخص واعيا ولكن غير قادر على التحرك أو الكلام. خلال النوبة، قد يصاب الفرد بالهلوسة (سماع، الشعور بـ، أو رؤية أشياء غير موجودة)، والذي غالبا ما يؤدي إلى الخوف. النوبات عموماً تستمر أقل من بضع دقائق. وقد تحدث كنوبة واحدة أو متكررة.

-الحالة قد تحدث للأصحاء، أو الذين يعانون من النوم القهري، أو قد يتم تناقلها وراثياً في الأسر نتيجة تغييرات وراثية معينة. يمكن أن يكون سبب الحالة قلة النوم، التوتر النفسي، أو دورات النوم المضطربة.

الآلية الأساسية يعتقد أنها تنطوي على خلل في نوم حركة العين السريعة. ويستند التشخيص على وصف المريض. تشمل الحالات الأخرى التي يمكن أن تظهر مشابهة لشلل النوم: نوبة الصرع الارتخائية وشلل نقص بوتاسيوم الدم الدوري.

– وجد أن الكثير من الناس، أو معظمهم تعرضوا لشلل النوم، وعدم القدرة على الحركة مرة أو مرتين على الأقل في حياتهم، كما وجد أنه أكثر انتشاراً بين الطلاب والمرضى النفسيين.

بين 8% و50% من البشر يعانون من شلل النوم في فترة ما من فترات حياتهم. حوالي 5% من البشر يصابون بنوبات بصورة مستمرة. ويصيب المرض الذكور والإناث بنفس المعدل.

تم وصف شلل النوم كثيراً عبر التاريخ. ويعتقد أنه كان له دور في خلق قصص عن الاختطاف من قبل كائنات فضائية وغيرها من الأحداث الخارقة.

-ومن الناحية الفسيولوجية، يعد جاثوم النوم اضطراب وثيق الصلة بالشلل الذي يحدث كجزء طبيعي من مرحلة النوم التي تسمى حركة العين السريعة .

ويحدث شلل النوم عندما يستيقظ المخ من نوم حركة العين السريعة، ولكن لا يزال الشلل الجسدي، وهذا يجعل الشخص واعياً تماماً، ومهما حاول مراراً التحرك، ويكون دون جدوى، وغير قادر على التحرك.

ويمكن أن يكون مصحوباً بالهلوسة، وغالباً يعتقد الشخص المصاب بالجاثوم أنه يحلم؛ لأن الشعور يكون مشابه لما يحدث في الحلم، كما أنه غير قادر على التحرك ومتجمد في مكانه، ويزيد من ذلك الشعور عنصر الهلوسة حيث يرى الشخص عناصر خيالية في الغرفة، والتي تكون شبيهة بالأحلام.

متى يحدث الجاثوم؟

يعد شلل النوم حالة تتميز بعدم القدرة على الحركة، وشلل مؤقت للجسم بعد الاستيقاظ من النوم، وغالباً ما يكون ذلك بعد الاستيقاظ من النوم بفترة وجيزة،ونادراً ما يكون قبل وقت قصير من النوم.

حقيقة الجاثوم:

يتكون النوم من عدة مراحل، إحداها تسمى حركة العين السريعة، وتحدث الأحلام خلال هذه المرحلة، وقد خلق الله سبحانه وتعالى آلية تحمي من تنفيذ الأحلام، تسمى ارتخاء العضلات،

ويعني أن جميع عضلات الجسم تكون مشلولة ما عدا عضلة الحجاب الحاجز وعضلات العينين، وتنتهي هذه الآلية بمجرد الانتقال إلى مرحلة أخرى من مراحل النوم أو الاستيقاظ من النوم.

يحدث شلل النوم أثناء النوم في الفترة التي تتسم بحركة العين السريعة أو أحلام النوم، والتي تستمر من 5 إلى 10 دقائق وتتكرر كل 90 دقيقة تقريباً طوال الليل،

إذ يستيقظ المريض خلال تلك المرحلة، ولكن لا يكون الانتقال بين النوم والاستيقاظ التام بالسلاسة التي ينبغي أن يحدث بها؛ لأن آلية ارتخاء العضلات لم تكن قد توقفت بعد،

وينتج عن ذلك أن يكون المريض في كامل وعيه ويعي ما حوله، وفي بعض الأحيان قد يتمكن من فتح العين جزئياً، ولكنه مهما حاول أن يتحرك مراراً يكون دون جدوى، ويصبح غير قادر على التحرك بتاتاً،

وفي الوقت ذاته يواصل الاستغراق في الحلم؛ لأن المخ كان في طور الحلم؛ مما يمكن أن يؤدي إلى هلوسات مرعبة، وشعور المريض باقتراب الموت أو ما شابه.

ويدوم الشلل فقط بضع ثوان أو دقائق، وتختفي الأعراض مع مرور الوقت، أو عندما يلامس أحد المريض أو عند حدوث ضجيج، ولكنه يمكن أن يكون مرعباً؛ لأن المريض قد يعيش هلوسات شديدة،

وبالرغم من كونها ظاهرة طبيعية تماماً، إلا أنها يمكن أن تسبب الكثير من القلق، وفي الحقيقة لا يخبر من يعانون هذه الحالة الناس بها؛ لأنهم يخشون أن يصبحوا هدفاً للسخرية.

التفسير العلمي للجاثوم:

لا يعرف الكثير عن فسيولوجيا الجاثوم أو شلل النوم، وقد اقترح البعض أنه قد يكون مرتبطاً بكبت الخلايا العصبية الحركية في منطقة الجسر في الدماغ، خاصة مع تدني مستويات الميلاتونين، الذي يحول دون تفعيل العضلات؛ لمنع جسم الشخص الذي يحلم من تحريك عضلاته.

أسباب الجاثوم في النوم:

السبب في شلل النوم، هو خروج الإنسان من مرحلة النوم الحالم إلى مراحل النوم غير الحالم ومن ثم الاستيقاظ ووعيه بما حوله، إلا أنه – خلافا للطبيعي – لا يمكنه التخلص من خاصية الارتخاء العضلي الكامل التي تميز النوم الحالم،

مما يؤدي إلى الشعور بالتوتر والرعب الشديدين، نتيجة لرؤية بعض الأطياف المزعجة، والإحساس بالعجز والاختناق وعدم القدرة على الكلام والحركة. وتستمر نوبة شلل النوم ما بين ثوان قليلة إلى عدة دقائق تنتهي بعودة القدرة على الحركة والكلام،

ومن ثم الاستيقاظ في حالة من الرعب والتوتر وحتى البكاء، نظراً لشعور الشخص أنه كان في حالة احتضار.

إن نوبات شلل النوم تصيب حوالي 3 من كل 10 أشخاص، وتبدأ ملاحظتها أولاً في سن المراهقة، إلا أنها تصيب كلا من الجنسين في جميع الأعمار.

ويمكن لهذا الاضطراب في النوم الحالم أن يصيب عدة أفراد في عائلة واحدة بصورة مكثفة. كما أن هناك أبحاث تؤكد أنه قد يكون له علاقة بالجينات، أي من الممكن أن يكون وراثياً.

-و يُعد الحرمان من النوم أهم أسباب الإصابة بشلل النوم نظرا لفرط الارتخاء العضلي وكثافة مرحلة النوم الحالم التي يتميز بها من يعاني من الحرمان المفرط من الساعات الكافية من النوم، كمن يتعمد السهر لساعات طويلة ولا يأخذ ما يكفيه من النوم الجيد نظراً لارتباطاته العملية والاجتماعية.

وفي نفس السياق يشير إلى أن القلق المفرط والتوتر الزائد، ووضعية النوم على الظهر، والإصابة ببعض الأمراض النفسية كاضطراب القطب الثنائي، أهم عوامل الخطر المساعدة على الإصابة بشلل النوم. كما أن التوقف المفاجئ عن تناول الأدوية المثبتة للنوم الحالم، كعلاجات الاكتئاب، قد يؤدي إلى الظهور المتكرر لهذه الحالة المزعجة.

وربما شلل النوم قد يكون أحد الأعراض الدالة على مرض النوم القهري (Narcolepsy) حيث يُعد أحد الأعراض الرئيسية لهذا المرض والتي منها نوبات النوم الفجائية، والوهن العضلي المُؤقت أثناء الاستيقاظ.

و المعاناة من الضغوطات النفسية أو الجسدية أثناء اليقظة، أو أنه وراثياً.

المعاناة من الإجهاد النفسي والقلق.
الوظائف التي تتميز بعدم انتظام أنماط النوم مثل العمل بنظام الورديات.
إرهاق السفر.
بعض الأمراض مثل المعاناة من التغفيق أو النوم السباتي.
الإفراط في الكحول.
الإفراط في استهلاك الكافيين.
العامل الوراثي.
النوم ووضعية الوجه لأعلى .
قلة وعدم انتظام مواعيد النوم.
ضغوط الحياة المتزايدة.
تغييرات فجائية في البيئة المحيطة، أو إدخال تغييرات في أسلوب الحياة.
استخدام بعض الأدوية مثل أدوية اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، والعقاقير المنومة.
تعاطي المخدرات.

ومن الجدير بالذكر أن شلل النوم يمكن أن يكون من أعراض بعض المشاكل الصحية مثل الاكتئاب، والصداع النصفي، وتوقف التنفس الانسدادي خلال النوم، وارتفاع ضغط الدم، والقلق.

 

اعراض الجاثوم:

تتعدد أعراض شلل النوم، مثل :

-مؤخراً استطاع العلماء اكتشاف أحد أسرار هذا الاضطراب ووصفه بطريقة علمية، وذلك بعد اكتشاف مراحل النوم المختلفة، ومعرفة جميع التغيرات الحيوية التي تصاحب كل مرحلة منها.

وتتركز مرحلة النوم الحالم، التي تبدأ عادة بعد 90 دقيقة من بداية النوم، في الثلث الأخير من ساعات النوم قرب وقت الاستيقاظ، وتتميز بارتخاء كامل لعضلات الجسم جميعها، ماعدا عضلة الحجاب الحاجز وعضلات العين الخارجية،

ويَعرض فيها للنائم من الأحلام المسلسلة الواضحة ما يمكن أن يكون نتيجة لنشاط ذهني غني بالأحداث.

-الشلل الجزئي أو الكلي لعضلات وعظام الجسم، ويعد العرض الرئيسي لأعراض شلل النوم، أي عدم القدرة على الحركة أو الحديث عند النوم أو الاستيقاظ لمدة تستمر من بضع ثوان إلى حوالي دقيقتين.

الهلوسة، ويمكن أن تكون سمعية، أو بصرية، أو شعورية؛ فعندما يبدأ المصاب في الاستيقاظ جزئياً، قد يشعر بأن الهلوسات حقيقية للغاية، وغالباً ما تشمل الهلوسات سماع أو رؤية أشباح أو أجسام خطرة أخرى، والبعض منهم يشعر بأن شيئاً ما يلمسهم أو يجثم فوقهم، أو يسحبهم من الفراش.

الشعور بالخوف.
الشعور بالثقل أو الضغط على الصدر.
صعوبة في التنفس.
الشعور باقتراب الموت.
آلام العضلات.
التعرق.
المعاناة من الصداع، وآلام العضلات، والبارانويا أو جنون الارتياب.

هل يمكن ان ينتقل شلل النوم بالوراثة؟

يعتقد العلماء أن الأشخاص الذين يعانون من تكرار الجاثوم، قد يكونون متأثرين ببواعث وراثية؛ لأن هذا المرض يميل أن يكون متوارثاً في عائلات.

هل الجاثوم يقتل؟
بالرغم من أن المصاب بالجاثوم يحاول مراراً التحرك، ولكن دون جدوى؛ مما يسبب الكثير من الخوف والقلق، إلا أنه لا يشكل خطراً على الصحة العامة، ولا يعد مؤذياً؛ لأن الحجاب الحاجز لا يتأثر، ويبقى التنفس طبيعياً وكذلك مستوى الأوكسجين في الدم، كما أنه لم يثبت حدوث أية حالة وفاة خلال شلل النوم.

علاج الجاثوم :

يحتاج المرضى المصابون بشلل النوم غير المصاحب التغفيق أو النوم السباتي، أن يدركوا بأنهم غير مصابين بأي مرض عقلي أو عضوي خطر، كما أن معظمهم لا يحتاجون إلى أي علاج طبي؛ إذ يعد التغفيق اضطراب نوم يتميز بهجمات نوم غير مقاومة ولا يمكن السيطرة عليها، والمرضى المصابون بشلل النوم المصاحب له يحتاجون إلى العلاج والمتابعة الطبية لعلاج النوم السباتي.

– فهو يعتمد أساساً على انتهاج سلوك حياة صحي كانتظام مواعيد النوم والاستيقاظ، وممارسة الرياضة، والنوم لساعات كافية أثناء الليل، والنوم على أحد الجنبين بدلاً من الاستلقاء على الظهر، إضافة إلى تجنب أسباب التوتر والسهر وعلاج القلق بالوسائل السلوكية.

وأيضاً يدخل العلاج في إمكانية وصف الأدوية المهدئة كدواء «كلونازيبام» أو علاجات الاكتئاب لتخفيف التوتر، وتثبيط مرحلة النوم الحالم في حالات محددة. وعند الحاجة للتأكد من عدم الإصابة بمرض النوم القهري يقوم طبيب اضطراب النوم بفحص المصاب واختبار نومه في مختبر اضطرابات النوم أثناء الليل،

يتبعه إجراء اختبار الغفوات القصيرة أثناء النهار، وذلك لرصد كثافة مرحلة النوم الحالم في كلا الفحصين، والوصول إلى التشخيص الدقيق ومن ثم وصف العلاج الخاص بهذا المرض، ومن أهم ما يجب عمله في طرق الوقاية والعلاج هو:

1- تنظيم مواعيد النوم.

2- ممارسة نشاط رياضي.

3- البعد عن التوتر وحل المشكلات التي تحدث لك.

بالإضافة إلى ذلك، عند التعرض لشلل النوم، يوجد هناك ما يمكن فعله للحظات معدودة للتخفيف من القلق والخوف وتسريع عملية الاستيقاظ. حيث أنه يُنصح بتحريك أصابع القدم وعدم المقاومة وفتح العينين وإغماضهما بشكل مستمر، فذلك يُساعد على الإستيقاظ بشكل أسرع.

زر الذهاب إلى الأعلى