كتبت الإعلامية: عبير الحويطي
لقمان الحكيم… لم يعرف له أهل ولا مال، ولكنه كان شجاعًا عميق النظر، ولا ينطق إلا بحكمة.
تزوج وأنجب، وقيل مات أولاده. وقيل أيضا أنه ابن أخت أيوب عليه السلام. تعلم الحكمة على يد سيدنا داود عليه السلام، وقد قصف الله فيه الحكمة.
حكمة لقمان الحكيم
لقد كان ذو علم غزير «ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله».
وذهب بعض أهل العلم إلى أنه نبي، والبعض منهم ذهب إنه رجل صالح، والراجع عند أهل العلم أنه عبد صالح.
ومن قال أنه خير بين الحكمة والنبوة فاختار الحكمة وقصف الله العلم في قلبه.
وقد عظم الله شأنة، إذ توجد سورة كاملة في القرآن باسمه «سورة لقمان».
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رب أشعث أغبر ذي طمرين»، أي لا شكل ولا وجه مسكين فقير لو أقسم على الله لأبرّه.
دلالة حكمة لقمان
عندما جاء سيده بشاة وقال له: اذبحها وائتي لي بأطيب ما فيها، فذبحها وجاء بالقلب واللسان، ثم بعد ذلك جاء بشاة أخرى وقال: ائتني بأخبث ما فيها فجاء له أيضا بالقلب واللسان. فتعجب السيد من ذلك. فسأله السيد: أفهمني ماذا تعني من ذلك؟
لا شيء أطيب منها ولا شيء أخبث منهما؟
فقال له لقمان الحكيم: «لا شيء أطيب منهما إذا صلحا، ولا شيء أخبث منهما إذا خبثا».
فأعتقه سيده وأصبح حرا لذكائه الشديد وحكمته البالغة!
ولكن بعد ذلك ترك مصر وسافر إلى فلسطين. وكان في ذلك الوقت سيدنا داود عليه السلام في فلسطين، فعمل أجيرًا، فتأكد من حكمة لقمان فنصبه قاضيا على بني إسرائيل.
وكان لقمان كثير الصمت، شديد التفكر والتأمل، ولا ينطق إلا بالحكمة والعلم.
وقال عنه ابن كثير: «كان كثير التفكر حسن الظن كثير الصمت أحب الله فأحبه الله فمنّ عليه بالحكمة».
ومن وصايا لقمان لابنه: «يابني لاتشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم».
ونصح ابنه كثيرا مزاحمة العلماء، وطلب منه أيضا تجنب الكذب والدين، وعدم تأخير التوبة، وتجنب الأكل على الشبع.
وأن من يأمر الناس بالمعروف وينهي عن المنكر لا بد له أن يصبر على أذى الناس.
«يا بني أقم الصلاة وامر بالمعروف وانهى عن المنكر
وأدي الأمانة واصدق الحديث واترك ما لا يعنيك».
ولم يذكر القرآن فتاة لقمان الحكيم.
