كتبت: تقى سيد عبدالفتاح
المساعدات الإنسانية لغزة… بدأ طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر من عام ٢٠٢٣. وهي عملية شنتها المقاومة الفلسطينية على الاحتلال الإسرائيلي فجر يوم السبت. حيث قامت المقاومة الفلسطينية في غزة بهجوم مفاجئ برّيٍّ وجوّيٍّ وبحريٍّ.
علاوة على ذلك قامت المقاومة بالتسلل إلى عدة مستوطنات محتلة داخل غلاف غزة.
رد الاحتلال الإسرائيلي على طوفان الأقصى:
وقد جاء رد الاحتلال الإسرائيلي بقصف المدنيين، والمستشفيات، والمدارس، واستهداف الصحافيين. بالإضافة إلى أنهم قاموا بمحاصرة المدنيين، وقطعوا عن غزة المياه والكهرباء. بالإضافة إلى قطع التواصل الإلكتروني بينهم وبين العالم الخارجي، وقاموا بحرمانهم من احتياجاتهم الأساسية.
حيث قرر الاحتلال الإسرائيلي أن يقيم حرب تجويع على أهل قطاع غزة.
فقرر «يوآف غالانت» -وزير دفاع الاحتلال- بإغلاق كل المعابر، ومن أهمها معبر كرم أبو سالم، والذي يعد بمثابة المنفذ الرئيسي لإدخال البضائع لقطاع غزة.
غلق معبر رفح: المساعدات الإنسانية لغزة:
ولم تتوقف الحرب على غزة بذلك فقط بل في اليوم العاشر من شهر أكتوبر الماضي قامت السلطات المصرية بغلق معبر رفح. وجاء هذا القرار بعد أن قام الاحتلال الإسرائيلي باستهداف محيط معبر رفح وبواباته بغارات قام بتنفيذها الاحتلال الإسرائيلي.
ظل معبر رفح مغلقًا حتى يوم ٢٠ أكتوبر بعدما جاءت التقارير الدولية عن تدهور الأوضاع الإنسانية داخل قطاع غزة. وقام الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بزيارة معبر رفح الجانب المصري منه، ثم سمح بفتحه لدخول المساعدات الإنسانية داخل قطاع غزة.
الاحتلال الإسرائيلي يقوم بتفتيش الشاحنات: المساعدات الإنسانية لغزة:
ولم يكتف الاحتلال الإسرائيلي بذلك فقط، لكن قام بالتحكم بالمساعدات الإنسانية التي تمر من خلال معبر رفح. حيث كانت عمليات الدخول والخروج تتم بمراقبة الاحتلال الإسرائيلي. حيث يتم تفتيش الشاحنات داخل معبر نيتسانا الإسرائيلي.
وأوضح تقرير المنظمة الدولية أن ما يقارب من ال٣٠٠٠ شاحنة من البضائع التي تنتظر أمام معبر رفح، كانت تنتظر قرار السماح بالدخول إلى لقطاع غزة.
وبعد ١١ يوم من الانتظار أمام المعبر تم السماح بدخول ٢٠ شاحنة من المساعدات الإنسانية داخل جنوب قطاع غزة، وفي اليوم الذي يليه سُمح بدخول ١٤ شاحنة.
يوم ٢٤ من أكتوبر وصل عدد الشاحنات التي دخلت جنوب قطاع غزة إلى ٦٢ شاحنة. بينما كان المتوسط اليومي للشاحنات التي تدخل لقطاع غزة ٥٠٠ شاحنة، وكان ذلك قبل بدأ الحرب.
كما أكدت التقارير الدولية وبعد يومين سمح للصليب الأحمر بدخول فريق صغير من الأخصائيين التابعين له، علاوة على ذلك ١٠ شاحنات.
وفي يوم ٢٩ أكتوبر تم دخول ٣٣ شاحنة لقطاع غزة، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، وفي اليوم التالي ٣٠ من أكتوبر تم دخول ٢٦ شاحنة.
وسجلت المساعدات الإنسانية التي دخلت من معبر رفح منذ يوم ٢١ أكتوبر حتى يوم ٥ نوفمبر بلغ ٤٥١ شاحنة لشعب يبلغ عدده ٢.٥ مليون مواطن. وهو ما لا يتخطى عن ١٠٪ من احتياجات مواطني غزة.
وهذه المساعدات لم تفعل شيئًا للواقع المرير الذي كان وما زال يعيشه أهل غزة.
دخول الأكفان لقطاع غزة: المساعدات الإنسانية لغزة:
أعلنت المؤسسات الطبية الرسمية داخل قطاع غزة أن المساعدات الطبية التي تدخل إليها ليست إلا أكفان. وفي ذلك الوقت، كان القطاع الطبي داخل غزة تنادي لحاجتها الشديدة للمعدات والوقود والطواقم.
وفي اليوم السادس من نوفمبر الماضي قامت السلطات المصرية بخروج حملة الجنسيات والأجانب، بالإضافة لعدد قليل من الجرحى من خلال المعبر وتم نقل ٨٤ مصابًا؛ ليقوموا بتلقي الرعاية المصرية داخل مصر.
أعلنت الأمم المتحدة في تقريرها في اليوم السابع من أكتوبر أن المساعدات الإنسانية ومياه الشرب بداخلها لا تطفئ سوى ٤٪ من ظمأ أهل غزة. بالإضافة إلى ذلك، منع دخول الوقود لغزة رُغم احتياجهم الشديد له.
قوات الاحتلال تحاصر مستشفيات شمال غزة:
في نفس اليوم ٧ من أكتوبر قامت قوات الاحتلال بمحاصرة مستشفيات قطاع غزة وشمالها. علاوة على ذلك، تم إخلاء ٦٠٠ شخص من مزدوجي الجنسية وأجنبي عبر معبر رفح، بالإضافة إلى ١٧ جريح.
وفي ٩ من أكتوبر تم دخول ٦٥ شاحنة فقط، وفي ١٢ من نوفمبر بلغ عدد الشاحنات التي دخلت لقطاع غزة ٩٨١ شاحنة منذ فتح معبر رفح.
كما سمحت السلطات المصرية بإخلاء ١٣١ جريح من بين عشرات الآلآف من الجرحى. وذلك، كان في الفترة بين ٢ و٩ نوفمبر الماضي.
الاحتلال الإسرائيلي يسمح بدخول الوقود: المساعدات الإنسانية لغزة:
في ١٥ من نوفمبر قامت سلطات الاحتلال بالسماح لدخول ٢٣ ألف لتر من الوقود. وكان ذلك عبر معبر رفح، وكانت تلك أول شاحنة وقود تدخل قطاع غزة منذ بدأ الحرب.
وصرحت وكالة الأونروا -وهي مسئولة عن شئون اللاجئين الفلسطينيين- أنها تضطر إلى أن توقف الخدمات الأساسية؛ لأنها تحتاج إلى ١٦٠ ألف لتر من الوقود يوميا. وذلك من أجل تسيير العمليات الأساسية الإنسانية.
ونوهت الأمم المتحدة أن عدد الشاحنات وصل ل ١٤٧٩ شاحنة. وذلك، كان في نوفمبر الثاني الماضي، ومقارنة بما كان يدخل لقطاع غزة قبل الحرب فكان ما يدخل لقطاع غزة قبل الحرب بمتوسط شهري كان يقارب ١٠ آلاف شاحنة.
وبلغ عدد المسافرين إلى ٩٥٧٦ من الأجانب ومزدوجي الجنسية. بالإضافة إلى ٤٢٥ مرافق طبي ومصاب، وكان ذلك بين ٢ و٢٠ من نوفمبر الثاني الماضي.
وصرح الهلال الأحمر المصري أنهم يقوموا باستلام الشاحنات عن طريق معبر رفح البري، ثم يتم التوقيع عليها، ومن بعد ذلك يتم تسليمها للوكالات الأممية المختلفة. ثم يتم الحصول على جزء من هذه الشاحنات ليتم توزيعها على المقرات التابعة للهلال الأحمر، والتي تحتوي على الكثير من المرضى والنازحين. حيث أن عدد الشاحنات التي تم إرسالها ٦٠٪ منهم للهلال الأحمر الفلسطيني.
تضم شاحنات المساعدات الإنسانية ٤٩٪ من المساعدات الغذائية. و١١.٧٪ مستلزمات طبية وأدوية. و١٩٪ مياه صالحة للشرب، بالإضافة إلى ٢٠.٣٪ مساعدات غذائية.
يقوم الهلال الأحمر الفلسطيني بتسليم المساعدات لمؤسسات الأمم المتحدة، ووزارة التنمية الاجتماعية الفلسطينية. حتى تقوم بتوزيعها على النازحين داخل مراكز الإيواء.
الهدنة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي: المساعدات الإنسانية لغزة:
تم الإعلان عن هدنة مؤقتة وذلك بدءًا من يوم ٢٣ نوفمبر، وتتضمن الهدنة زيادة في أعداد الشاحنات والمساعدات الغذائية. بالإضافة إلى الوقود الذي يدخل قطاع غزة.
أعلنت الأمم المتحدة في اليوم التالي عن دخول ٢٠٠ شاحنة من المساعدات الإنسانية. بالإضافة إلى ١٢٩ ألف لتر من الوقود و٤ صهاريج محملة بغاز الطهي داخل قطاع غزة.
حيث رفض الاحتلال الإسرائيلي دخول كميات زائدة من الوقود داخل قطاع غزة، فجاء رد المقاومة بتعليق تسليم الدفعة الثانية من الرهائن الإسرائيلية. حتى قامت وزارة الخارجية القطرية باتصالات لحل هذه الإشكاليات.
وفي اليوم الثالث من الهدنة تم دخول ٥٠ شاحنة من المساعدات المصرية. وأعلن الهلال الأحمر أن هذه هي الدفعة الثانية من المساعدات الإنسانية التي تم إدخالها في هذا اليوم. منوهًا أن عدد الشاحنات التي دخلت لقطاع غزة وشمالها في ذلك اليوم وصلت إلى ١٠٠ شاحنة.
وفي ظل الحروب، وقصف المخابز، ومنع المزارعين للوصول لأراضيهم، وإغلاق المعابر مع الأراضي المحتلة، بالإضافة لمنع المواد الأساسية… لكن لم تفِ المساعدات الإنسانية هذه المجاعات التي تحدث في غزة. حيث أصبح الأطفال والنساء والشيوخ داخل غزة يموتون جوعًا وجرحى لعدم توافر المساعدات الصحية التي تقوم بمعالجتهم.