اخبار مصر

وأخيراً مصر تبصر وجه الفرعون سقنن رع تاو لأول مرة

وأخيراً مصر تبصر وجه الفرعون سقنن رع تاو لأول مرة

 

تمكن فريق من الباحثين من الكشف عن وجه الفرعون المصري الذي قتل في معركة تاو الثانية منذ 3500 عام لأول مرة، كما حددوا كيفية مقتله. يعد الفرعون سقنن رع تاو أحد الشخصيات التاريخية البارزة في تاريخ مصر القديمة، حيث عاش وحكم في فترة كانت فيها مصر تحت الاحتلال الهكسوسي. تميزت فترة حكمه بالشجاعة والمقاومة، مما جعله رمزاً للنضال الوطني ضد الاحتلال. يهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء على حياة وإنجازات سقنن رع تاو ودوره في تحرير مصر من الهكسوس.

الخلفية التاريخية وحياة الفرعون سقنن رع تاو

عاش سقنن رع تاو خلال الفترة الانتقالية الثانية لمصر القديمة (حوالي 1650-1550 قبل الميلاد)، وهي فترة تميزت بضعف الحكومة المركزية واحتلال الهكسوس لأجزاء كبيرة من شمال مصر. الهكسوس كانوا مجموعة من الشعوب الآسيوية التي تمكنت من السيطرة على دلتا النيل وأسسوا فيها سلالة حاكمة قوية.

ولد سقنن رع تاو في طيبة (الأقصر الحالية) لعائلة ملكية، حيث كان والده، الملك سنخت إن رع، حاكماً على المنطقة. منذ صغره، تربى سقنن رع تاو على حب الوطن والنضال من أجل تحريره من قبضة الهكسوس. ولقب بمناضل الحرية، تولى الحكم بعد وفاة والده، وورث منه التحديات التي فرضها الاحتلال الهكسوسي.

نضاله ضد الهكسوس

بدأ سقنن رع تاو بتحضير جيشه وتجهيز شعبه للمقاومة ضد الهكسوس. تشير النقوش القديمة إلى أنه كان قائداً شجاعاً وصاحب رؤية واضحة لتحرير مصر. قاد العديد من الحملات العسكرية ضد الهكسوس، واستطاع تحقيق انتصارات مهمة رغم التحديات الكبيرة.

مقتله أثناء مقاومته للهكسوس

توفي سقنن رع تاو في معركة ضد الهكسوس، ويعتقد أن جروحه البالغة في رأسه كانت سبباً في وفاته، مما يدل على شجاعته في القتال حتى النهاية. بعد وفاته، واصل أبناؤه، كامس وأحمس الأول، النضال ضد الهكسوس. كان لأحمس الأول الفضل في تحرير مصر بالكامل وطرد الهكسوس نهائياً، مؤسساً الأسرة الثامنة عشرة وبداية عصر الإمبراطورية المصرية.

تحنيط الفرعون سقنن رع تاو

تمكن فريق الباحثين الى حقيقة أن تحنيط الفرعون سقنن رع تاو كان عملية معقدة ومثيرة للاهتمام، خاصةً بالنظر إلى حالة جثته المشوهة. وجدت المومياء الملكية لسقنن رع تاو في خبيئة الدير البحري في الأقصر، وتم فحصها لأول مرة في أواخر القرن التاسع عشر. من خلال الفحوصات التي أُجريت لاحقاً باستخدام تقنيات حديثة، مثل التصوير بالأشعة السينية والمسح المقطعي المحوسب (CT)، تم الكشف عن تفاصيل مثيرة حول حالته والتحنيط الذي خضع له.

عملية التحنيط والتحليل العلمي لطريقة قتل الفرعون

أظهرت الفحوصات باستخدام الأشعة السينية والمسح المقطعي المحوسب تفاصيل دقيقة عن الإصابات التي تعرض لها سقنن رع تاو وكيفية معالجتها. هذه الفحوصات كشفت عن كسور متعددة في الجمجمة وقطع عميق في الوجه، بالإضافة إلى جروح أخرى تشير إلى أنه قُتل في معركة بآلات حادة كالفؤوس.

بالرغم من الجروح الشديدة التي تعرض لها سقنن رع تاو في رأسه، والتي يعتقد أنها ناتجة عن معركة ضارية، قام المحنطون بتحضير الجثة بعناية. 

أظهرت الفحوصات أن المحنطين بذلوا جهداً كبيراً في محاولة ترميم الوجه، مما يدل على الاحترام الكبير للفرعون حتى في الموت.

تحنيط سقنن رع تاو يظهر مهارة وتقنية عالية في فن التحنيط المصري القديم. على الرغم من التشوهات البالغة التي تعرض لها، فإن المحنطين نجحوا في الحفاظ على جثته وإعادة تشكيلها بطرق تعكس التقدير العميق لشخصه ومكانته. تعتبر دراسة موميائه مثالاً رائعاً على التقدم العلمي الحديث في فهمنا لتقنيات التحنيط القديمة ومعالجة الجروح البالغة.

اقرأ ايضا: ليلى عبد اللطيف المتنبئة المثيرة للجدل

لمتابعة صفحتنا على فيسبوك اضغط هنا

لمتابعة صفحتنا على منصة أكس اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى