مقالات

كيف تحيا حياة مطمئنة؟

كتبت : إيمان حامد 

يسعى الإنسان إلى خلق حياة مطمئنة يبحث فيها عن سلامه الداخلي ويختفي منها ما يعكر الحياة ويصيبها بالأرق والقلق والغم، لتتحلى بالسكينة والهدوء والرضا، مضافًا إليها الفاعلية والحيوية وتحقيق الذات.

 

الحياة المطمئنة هي وعد الله تعالى لعباده المؤمنين في الدنيا والآخرة:

{الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} ”

سورة الرعد: 28 ” .

{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} ”

سورة النحل: 97 ” .

وهناك عدد من أبرز الشروط والصفات، النفسية والعقلية والمهارية التي يحتاجها الإنسان لحياة مطمئنة منها :- 

1/ حياة الأسرة :

الأسرة نعمة من الله على الناس وجعلها سكنًا يقوم على المودة والرحمة  وبقدر ما فيها من مسئولية وتحديات وأعباء، فإنها تضيف لشخصية الإنسان .

 

 الإنسان يعيش وسط مجتمع وداخل أسرة فهو كائن اجتماعي وبناء الأسرة والنجاح في إدارة علاقاتها، مع الزوجة والأولاد والعائلة والجيران، هو مما يبعث الطمأنينة في الحياة ويجعل المرء لا يعيش لِذاته فقط وإنما للأخرين ايضا  ولا تنقطع سيرته بوفاته.

 

وهي سفينة المرء في الحياة وبقدر ما تقوم على المودة والرحمة والتفاهم والتفاعل والتكامل، بقدر ما تكون الحياة مطمئنة فهي تضيف للإنسان الكثير في الشعور بالذات والسعي لإحراز النجاح وتحمل المسئولية هو جزء من طبيعية الشخصية الناجحة والتحديات تدفع للبحث عن الحلول.

 2/ حياة الإيمان :

الإيمان شرط الحياة المطمئنة والإنسان دون إيمان مجرد كائن يأكل ويتكاثر، شأن كائنات أخرى  بالإضافة إلي القلق والغم لأنه يظل تائهًا بلا هدف حقيقي بالإيمان يستكمل الإنسان وجوده، ويتحقق بصلته بمن خلقه وسوَّاه ويعي أن له رسالة في الحياة تسمو على الحاجات المادية، وأن له دارًا أخرى تنتظره، هي الحياة الحقيقية فيستعد لها ويعمل.

 3/حياة الأمل :

الحياة رحلة شاقة  فالإنسان خُلق في كبد وهو يدافع مع الأرض ليستخرج قوته ورزقه و مع الناس لتستقيم أموره معهم بما يرضيه 

 

الحياة المليئة بالتحديات والمشكلات تثقل النفس، وتصيبها بالهموم والقلق، لاسيما إذا حاول المرء وفشل، وأعاد الكرَّة ولم ينجح فيجب أن نبتعد عن اليأس، وأن نتحلى بالأمل في قدرتنا على تجاوز التحديات، بل وتحويلها إلى نجاحات الإنسان عنده طاقات كبيرة مخبوءة لا تظهر إلا إذا استُفِزت بتحد أو مشكلة وعنده قدرة هائلة على تحمل الصعاب يمكن  اختبارها.

 

لا تهب التحديات، ولا تهرب من المشكلات واجه بشجاعة، واستمسك بالأمل وجدد الثقة بربك سبحانه واعرف قدر نفسك لا تبخسها وإياك و وساوس الشيطان هو يريد لك اليأس ويريد أن يكبِّلك في المخاوف والأحزان ولكن أنت قوي بربك الذي غمرك برحمته ولطفه هذا الشعور حين يثبت في القلب، ويتمكن من النفس فإنه ينعكس على الجوارح ويجعل للحياة مذاقًا مختلفًا، ويضيف لها ألوانًا بهيجة.

 4/ حياة الأولويات :

تتعدد أهداف الإنسان فلا يدري بماذا يقوم ولا بماذا ينشغل فيفوِت على نفسه الوقت ويهدر الطاقة وقد يقدم ما حقه التأخير أو يؤخِر ما حقه التقديم والحياة المطمئنة تعني وجود هدف أو مجموعة أهداف في الحياة ثم ترتيب هذه الأهداف.

 

تحديد أهداف الإنسان : 

1/ حسب أهميتها

2/ حسب الاحتياج إليها .

3/ حسب إمكان بقائها أو فواتها .

4/ حسب القدرة عليها.

 فقد يكون الشيء مهمًّا في ذاته لكنني لا أحتاج إليه وبالتالي لا أضعه في قائمتي أصلاً أو يكون مهمًّا وأحتاجه لكنني لا أقدر عليه بل هو بعيد المنال صعب الوصول إليه فهنا يكون الانشغال به مضيعة للوقت والجهد .

5/ حياة المهارات :

أصبح تطور الحياة وتغيرها يسير بوتيرة أسرع مما يلقي على الإنسان بصفة دائمة ضرورة أن يطوِّر نفسه، وأن يتحلى بالمهارات اللازمة والمتجددة وإلا وجد نفسه خارج المنافسة، وربما فشل في عمله مما ينعكس سلبًا على استقراره النفسي، واطمئنانه القلبي.

 

يعد النجاح في الحياة شييء ضروري لحياة مطمئنة والإنسان لم يأت الحياة ليكون عالةً على غيره ولا عاجزًا عن تحقيق نفسه وإثبات ذاته فهذه رسالة المسلم في الأرض للعبادة وتطوير النفس ومعرفة الجديد في مجالك ومتابعة الحياة في تدفقها.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى