كلب ينقذ كأس العالم بعد ضياعه… تعرف على أغرب القصص في تاريخ المونديال
يعد كأس العالم، قصة شغف بلا نهاية حيث بدأت فصولها عام 1930، وتتجدد حكاياتها كل أربع سنوات، ويبقى حلم كل لاعب ومنتخب أن يكتب سطراً في أحداثها المثيرة داخل الملعب وخارجه.
تتشابك جذورها مع قضايا مجتمعية ونزاعات سياسية، ولم تبح الكأس بكل أسرارها بعد، فبعض القصص باتت معروفة للكثيرين مثل: تعرض الكأس للسرقة قبل نسخة 1966 حتى عثر عليها الكلب بيكلز.
كيف رفضت الهند المشاركة في بطولة 1950؛ لعدم السماح للاعبيها باللعب «حفاة الأقدام» كما اعتادوا.
عندما خرج باولو روسي من السجن؛ ليقود إيطاليا لتحقيق اللقب في 1982.
غيرها من القصص المثيرة والحكايات الغربية.
بين أيدينا 20 بطولة عالم، فالبداية كانت في أوروجواي 1930، وأحدث بطولة القادمة بعد أيام في قطر 2022.
حيث تركت نهائيات كأس العالم، ذكريات درامية ما بين مظاهر الفرح والحزن، التي لا تُعد ولا تُحصى، وبعضها أغرب من الخيال.
في التقرير التالي، نستعرض مجموعة من أطرف القصص، وأغرب الحكايات في تاريخ المونديال.
2014 عضة سواريز أمام إيطاليا
في المباراة التي جمعت المنتخب الإيطالي بنظيره الأوروغواي التي أنتهت بفوز الأوروغواي بهدف نظيف سجله دييغو جودين في الدقيقة 81 من عمر اللقاء وفي إحدي الكرات قام اللاعب لويس سواريز مهاجم منتخب أوروغواي، ب ( عض ) كيليني مدافع منتخب إيطاليا ولكن لم يراه الحكم، مما حرم المنتخب الإيطالي، من حقه في طرد اللاعب سواريز، ولكن بعد المباراة قام الفيفا بإيقاف سواريز، مع المنتخب، لمدة 9 مباريات، وإيقافه من ممارسة نشاط كرة القدم بشكل عام لمدة 4 أشهر وتغريمه، 100 ألف فرانك سويسري، وحظر تواجده داخل أي ملعب كرة قدم خلال فترة الإيقاف.
1930 أوروغواي تنظم وتتوج بأول مونديال
احتضنت أوروغواي النسخة الأولى من نهائيات كأس العالم عام 1930، هدية لها على فوز منتخبها بآخر بطولتين أولمبيتين قبل المونديال،وصادفت الإنطلاقة الإحتفال بمرور 100 عام على الاستقلال، وتمكنت أوروجواي من الفوز باللقب، بعد التغلب على غريمها التقليدي الأرجنتين (4-2)، وتوجّت باللقب في أول بطولة شارك فيها 13 منتخباً، وهي البطولة، التي تعد حلماً تمنى الفرنسي جول ريميه رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم تحقيقه، وهو ما حدث بالفعل.
1934 خطة خبيثة من موسوليني لتتويج إيطاليا
تمكن المنتخب الإيطالي من الفوز باللقب عام 1934، تحت زعامة أحد أشهر الديكتاتوريين في العالم هو موسوليني، الذي أمر بصنع كأس أكبر من كأس العالم وسمّاها «دل دوتشي»، ليحمس أعضاء منتخب بلاده، وكان الفاشي موسوليني قد أرسل جواسيس إلى أوروجواي في 1930 لمتابعة «مونتي» مهاجم الأرجنتين وقاموا بتهديده، كي لا يلعب في النهائي من أجل أن تخسر الأرجنتين اللقب أمام أوروجواي.
ولم يكن موسوليني محباً لأوروجواي ولكنه أراد خلق عداوة بين مونتي وجمهور بلاده، وهو ما تحقق، وبعدها خرج مونتي خارج الأرجنتين ليستقطبه موسوليني ويعطيه الجنسية الإيطالية، ويشارك مع الطليان في كأس العالم 1934، ليقود أبناء موسوليني للحصول على اللقب بعد نهاية دراماتيكية أمام تشيكوسلوفاكيا.
1934 عندما لعب «نابولي» في المونديال
هل يمكن أن يلعب ناد في كأس العالم؟.. بالطبع لا، لكن هذا ما حدث في كأس العالم 1934، أو على الأقل لقميص نادي نابولي، في مونديال 1934 الذي استضافته إيطاليا، شهد استضافة ملعب نابولي لمباراة المركز الثالث، التي جمعت بين منتخبي النمسا وألمانيا في 7 يونيو من ذلك العام.
والجدير ذكره، أن المنتخبات لم تكن تحمل معها ملابس الزي الثاني لمبارياتها؛ بل ولم يكن هناك أهمية للأمر؛ لأن المشجعين في الميدان لم يكن لديهم ملاحظات حتى لو خاضت الفرق مبارياتها بملابس ذات ألوان متقاربة، لاسيما وأن النقل التلفزيوني لم يكن بدأ.
والذي حدث أن منتخبي ألمانيا والنمسا في ذلك المونديال ارتديا ذات الألوان «القميص الأبيض والشورت الأسود»، وهو ما أثار تعليق الجمهور في الملعب بأنه من الصعب تمييز اللاعبين، ما جعل الحكم يجري قرعة لاختيار من عليه تغيير قميصه، وكانت من نصيب النمسا؛ ولأن النمسا لم تكن تمتلك قميصاً بديلاً، تم اللجوء إلى أقرب بديل، وهو مخزن فريق نابولي في الملعب؛ ليتم منح لاعبي النمسا قمصانه ذات اللون الأزرق، فلعب «قميص نابولي» في كأس العالم.
2014 زلزال في ماركانا ألمانيا تسقي البرازيل كأس الذل بسبعة أهداف
في النسخة الماضية من كأس العالم، التي أقيمت في البرازيل، ألحق المنتخب الألماني خسارة تاريخية بنظيره البرازيلي يوم 8 يوليو/تموز 2014 عندما سحقه (7-1 )على ملعب «مينيراو» في بيلو هوريزونتي في الدور نصف النهائي للنسخة العشرين من المونديال، قبل أن تواصل ألمانيا رحلتها الناجحة، وتحصد اللقب بعد الفوز في النهائي على الأرجنتين بهدف دون رد، في المواجهة، التي أقيمت على ملعب ماراكانا في ريو دي جانيرو.
وكانت البرازيل تُمني النفس باستغلال استضافتها للعرس العالمي للمرة الثانية في تاريخها لتمحو الكارثة الوطنية لعام 1950عندما أهدرت فرصة إحراز اللقب على أرضها وملعبها الشهير ماراكانا حيث خسرت أمام الأوروجواي (1-2)، بيد أن الماكينات الألمانية حرمتها من ذلك، وألحقت بها شر هزيمة في مأساة وطنية جديدة ستبقى خالدة في الأذهان مدى التاريخ باسم «كارثة بيلوهوريزونتي».
2010 يد سواريز تضيع مقعداً للأفارقة
كادت غانا في الدقيقة 120 أن تحرز هدف العبور لنصف النهائي لأول مرة في تاريخ أي فريق إفريقي، بدأت الهجمة بتصويبة منساه، التي مرت من موسيليرا الحارس الأوروجوياني لتجد يد المهاجم سواريز فتنقذ الشباك اللاتينية من هدف مؤكد، فيحتسب الحكم ضربة جزاء لو سجلها أسامواه جيان لتأهلت غانا إلى دور ال4 ولحظيت قارة إفريقيا بمقعد مونديالي جديد؛ حيث سيتأهل من القارة السمراء 6 منتخبات بدلاً من 5؛ لكن جيان أهدر الركلة لتنتهي المباراة بالتعادل (1-1)، ويلجأ الفريقان لركلات الجزاء الترجيحية، التي ابتسمت لأوروجواي ففازت (4-2) وتأهلت لمربع الذهب.
2006 النطحة والطرد الحزين لزيدان يبخر آمال فرنسا في الفوز بكأس العالم
اللقطة الأسوأ والأكثر إثارة على الإطلاق.. زين الدين زيدان يسجل، وماتيراتزي يتعادل، وفي الوقت الإضافي يوجه زيدان ضربة رأسية لصدر ماتيراتزي ليشهر الحكم بطاقته الحمراء في وجه أفضل لاعبي العالم، وليترك زيدان الملعب، وتكون لحظات الوداع.
خرج «زيزو» عن شعوره بعد أن وجه له ماتيراتزي ألفاظاً عنصرية، ليتم طرده ويصل الفريقان لركلات الترجيح، وتخسر فرنسا (5-3) أمام إيطاليا، ليتوج «الآزوري» بالمونديال.
2006 البرتغال – هولندا أشرس مباراة في التاريخ
شهدت بطولة كأس العالم على مدار تاريخها الكثير من المباريات المثيرة والقوية في نفس الوقت، ولكن لم يكن هناك أقوى وأشرس من تلك المباراة، التي جمعت بين منتخبي البرتغال وهولندا في دور ال 16 لمونديال 2006 بألمانيا؛ حيث إن المنتخبين كانا وجهاً لوجه في الدور الثاني من المونديال، وفازت البرتغال بهدف نظيف، لكن المباراة شهدت صراعاً كبيراً للغاية، ووصفها الجميع ب«معركة نورمبيرج» وهو الملعب الذي أقيمت عليه؛ نظراً لأنها شهدت إشهار 16 بطاقة صفراء و4 بطاقات حمراء، من قبل الحكم الروسي فالنتين إيفانوف، في رقم لم يكن له أي مثيل من حيث عدد البطاقات المُشهرة في أي مباراة تحت إدارة الفيفا.البطاقات الصفراء المشهرة في المباراة كانت 9 منها من نصيب لاعبي البرتغال، وحصل كوستينيا وديكو على بطاقتين حمراوين، بعد إنذارهما لمرتين، وفي المقابل حصل لاعبو هولندا على 7 بطاقات صفراء، فيما تعرض بولحروز وفان برونكهورست للطرد.
وتعرض الحكم إيفانوف لانتقادات لاذعة، بعد المباراة من الصحف العالمية، والمفارقة أن جوزيف بلاتر رئيس الفيفا آنذاك خرج بتصريح مثير بعد المباراة؛ حيث أكد أن إيفانوف كان عليه أن يشهر بطاقة صفراء لنفسه لأنه كان ضعيفاً في إدارة المباراة ولكن العجوز السويسري اعتذر بعد ذلك عن هذا التصريح.
1994 باجيو يرفض إحتفاظ إيطاليا باللقب
تجسدت كل معاني الإثارة في مونديال 1994؛ عندما أهدر روبيرتو باجيو أفضل لاعب إيطالي الضربة الترجيحية، التي قضت على آمال «الآزوري»؛ لتعلن عن فوز البرازيل بالمونديال للمرة الرابعة في تاريخها.
1998 أول هدف ذهبي في التاريخ
بعد مرور 113 دقيقة في مباراة فرنسا وباراجواي في ثمن نهائي البطولة وتألق غير عادي من الحارس الأسطوري تشيلافيرت، فاجأ رولان بلان الجميع وأحرز الهدف الذهبي القاتل؛ ليصعد بالديوك الفرنسية، ويدخل التاريخ كصاحب أول هدف ذهبي يسجل في تاريخ المونديال.
1994 أول مواجهة عربية في تاريخ المونديال
شاركت المنتخبات العربية أكثر من مرة في كأس العالم، وكان في مقدمتها المنتخب المصري، الذي كان أول منتخب عربي وإفريقي يشارك في المحفل العالمي، عام 1934 بإيطاليا، ورغم أن البطولة شهدت تواجد أكثر من منتخب عربي، بداية من عام 1982، إلا أن أول مواجهة عربية في المونديال كانت عام 1994، في الولايات المتحدة الأمريكية.
هذه المواجهة كانت بين منتخبي السعودية والمغرب، اللذين أوقعتهما القرعة وجهاً لوجه في المجموعة السادسة، برفقة منتخبي هولندا وبلجيكا، ولكن المنتخب السعودي نجح في حسمها لمصلحته بعدما فاز بهدفين لهدف حيث سجل له سامي الجابر من ركلة جزاء، ثم تعادل محمد الشاوش، قبل أن يسجل فؤاد أنور هدف الفوز للسعوديين، ليكون الأخضر صاحب أول فوز في المواجهات العربية بكأس العالم.
المثير أن المنتخب السعودي رغم هزيمته في الجولة الأولى أمام هولندا بهدف مقابل هدفين، إلا أنه فاز على بلجيكا في الجولة الأخيرة بالهدف الشهير الذي سجله سعيد العويران، ليتأهل لدور ال16، في إنجاز تاريخي للكرة العربية.
1966 هدف وهمي يُهدي الإنجليز لقباً كاللعنة
في نهائي مثير بين الألمان والإنجليز، والنتيجة تشير للتعادل (2-2)، صوّب الإنجليزي جيوف هورست في الدقيقة 101 كرة طائشة اصطدمت بالقائم وارتدت خارج المرمى؛ ليعلن الحكم السويسري جوتفريد عن هدف للمنتخب الإنجليزي، ليتقدم الأخير بنتيجة (3-2)، وبعدها يسجل هورست هدفاً رابعاً لتتوج إنجلترا باللقب على حساب الماكينات الألمانية، واللقب كان أشبه باللعنة؛ لأن من وقتها لم يحقق الإنجليز مجدداً لقب المونديال.
1982 مؤامرة خبيثة نفذها العجم على العرب فلم تتأهل الجزائر
شرّف المنتخب الجزائري بقيادة الأخضر بلومي ورابح ماجر الكرة العربية في نسخة عام 1982، وكان «محاربو الصحراء» قاب قوسين أو أدنى من التأهل للأدوار النهائية لمونديال 1982، إلا أن منتخبي ألمانيا والنمسا اتفقا على خروج الجزائر من خلال إنهاء مباراتهما معاً بنتيجة تصعد بهما، وتطيح ممثل إفريقيا، وبالفعل انهزمت النمسا، وفازت ألمانيا، وودعت الجزائر منافسات المونديال في واحدة من أكثر المباريات انحطاطاً وبعداً عن الأخلاق الرياضية.
تصفيات كأس العالم 2010 ( يد ) تؤهل فرنسا للمونديال
في الملحق المؤهل لكأس العالم، فازت فرنسا، علي أيرلندا، في الذهاب علي ملعب كوك بارك، بهدف نظيف، وفي مباراة العودة في فرنسا، انتهي الوقت الأصلي بتقدم أيرلندا، بهدف مقابل لاشئ مما، استدعي الذهاب لشوطين إضافيين، وفي الدقيقة 103 مرر هنري الكرة “بيده” لزميله ويليام غالاس،ليسجل هدف التعادل وتنتهي الأشواط الإضافية، بنتيجة 1-1 ويتأهل المنتخب الفرنسي، مستفيداً من فوزه في الذهاب
المفاجئ بعد اللقاء اعترف اللاعب انه لمس الكرة بيده قائلاً : في بيان “أنا لست غشاشا ولم أكن هكذا مطلقا… انه رد فعل غريزي للكرة.”
واضاف هنري “لم أنف اني سيطرت على الكرة بيدي. قلت للاعبين الايرلنديين والحكم ولوسائل الاعلام بعد المباراة.”
تابع هنري “بالطبع الحل الاكثر عدلا هو اعادة المباراة لكن الامر ليس بيدي. ليس بوسعي الكثير لافعله بخلاف الاعتراف ان الكرة لمست يدي قبل ان يتم تسجيل هدف التعادل وانا اسف جدا للايرلنديين.”
ولكن الفيفا، رفضت طلب منتخب أيرلندا، بإعادة المباراة وتأهل المنتخب الفرنسي.
1986 يد مارادونا تدخل التاريخ في أشهر لقطات كأس العالم
الأسطورة الأرجنتينية دييجو أرماندو مارادونا يراوغ ويمر ويصعد فوق الجميع ليسجل هدفاً بيده في مرمى الإنجليز، فيحتسبه الحكم التونسي الراحل علي بن ناصر، ويتبقى فقط من المشهد تصريح مارادونا الأشهر على الإطلاق حين قال «إنها يد الله التي سجلت الهدف!»، قبل أن يضيف في نفس المباراة الهدف الأسطوري الثاني، حينما شق الملعب بالطول وراوغ جميع مدافعي إنجلترا.
وبعد 29 عاماً من الواقعة، زار مارادونا الحكم التونسي ، أثناء تواجده بتونس؛ لتصوير إعلان لإحدى الشركات، وسلّم مارادونا بن ناصر قميصاً للمنتخب الأرجنتيني حمل توقيعه وعبارة “صديقي الخالد» بينما قدم له الحكم السابق صورة لمصافحة بين قائدي المنتخبين قبل المباراة.
1966.. الكلب «بيكلز» يعيد كأس العالم المسروقة
نظمت إنجلترا نسخة 1966، وقبل انطلاق المونديال ب113 يوماً، وتحديداً في 20 مارس 1966، حدث ما لم يكن في الحسبان، فمن ضمن النشاطات التي أشرف على تنظيمها الاتحاد المحلي، المعرض الخاص بالطوابع، الذي أقيم بمناسبة استضافة البلد للنهائيات، وضم في جنبات إحدى صالاته كأس العالم الذهبية «كأس جول ريميه»، التي كان بمقدور العامة من الناس إلقاء نظرة عليها.وفي ذاك اليوم، تمكن أحد الزوار من سرقة الكأس من دون أن يثير انتباه الجهات المختصة، واضعاً الاتحاد المحلي في موقف حرج للغاية، فأعلنت حالة الطوارئ في البلاد، وكثفت الشرطة المحلية؛ للبحث عن الكأس.وتصدرت قصة اختفاء الكأس عناوين الصحف المحلية، حتى أن الشرطة وبالتنسيق مع الاتحاد الإنجليزي أعلنا عن تقديم جائزة نقدية تصل إلى عشرة آلاف جنيه استرليني لمن يدلي بمعلومات تفضي إلى إيجاد «الكنز المفقود»وبمرور الأيام أخذ اليأس يدب في صفوف الاتحاد وأعضائه، فقضية استعادة الكأس المسروقة أصبحت شبه مستحيلة حتى أن بعض التقارير غير المؤكدة أشارت إلى وجود محادثات سرية حول إمكانية صنع نسخة ثانية منها، عوضاً عن تلك التي باتت في عداد الضائعة.وفي 27 مارس من نفس العام، كان المواطن الإنجليزي ستانلي كوربيت يمشي برفقة كلبه، الذي كان يُدعى «بيكلز»، وأخذ الكلب على غير عادته يبحث في مكان غريب خلال إحدى النزهات بشكل أثار انتباه صاحبه، الذي حاول مراراً مناداته للعودة لكن دون جدوى، وأسرع بشكل لا إرادي نحو كلبه فوجد كأس جول ريميه، وأسرع ستانلي كوربيت، إلى أقرب مركز للشرطة ليضع الكأس في متناول يد السلطة بعدما وجده ملفوفاً بجريدة ممزقة.
1958 الأسمر الصغير يخطف الأضواء
جاء عام 1958 ليعلن عن بداية علاقة حب ما بين بلاد «السيليساو» وبطولة كأس العالم؛ حيث لم يعلن فقط عن أول بطولة تدخل خزائن بلاد السامبا؛ ولكن البرازيل أنتجت للعالم اللؤلؤة السمراء «بيليه» أسطورة الكرة، ونجم الرياضة الأسطوري، الذي فاجأ العالم كله، وهو مازال مراهقاً حين أبهر الجميع بتحكمه الغريب في الكرة ومهارته التي لا تضاهى في تسجيل الأهداف.
1939.. صندوق أحذية ينقذ الكأس من دمار الحرب العالمية
توج المنتخب الإيطالي بكأس العالم في نسختي 1934 و1938، وعاد منتخب إيطاليا إلى بلاده حاملاً كأس العالم، وبعد أقل من عام بدأت الحرب العالمية الأولى في 1939، وأصبح العالم في حالة من الفوضى، وكرة القدم لا تسير بانتظام،وتوقفت بطولات المونديال، ودخلت الكأس الذهبية في خطر الضياع.ولكن، أين اختبأت كأس العالم خلال ال12 عاماً، وهي فترة توقف دورات البطولة بسبب الحرب العالمية الثانية، وحتى عودة المونديال عام 1950؟
الإجابة عند الدكتور أوتورينو باراسي، وهو الشخص الذي استطاع الحفاظ على كأس العالم من الضياع طوال هذه المدة، ويعد أوتورينو باراسي أحد المسؤولين عن الرياضة في إيطاليا، بدأ مسيرته الرياضية بالمشاركة في تنظيم كأس العالم 1934 في إيطاليا، ثم أصبح مفوضاً للاتحاد الإيطالي لكرة القدم عام 1944 ورئيساً للاتحاد عام 1946، وأيضاً نائباً لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم.
في هذه الفترة غزا الجيش الألماني معظم البلدان الأوروبية، ما جعل الاتحاد الإيطالي يخاف من ضياع كأس العالم أو سرقته أو تعرضه للدمار.
لذلك وضع الاتحاد الكأس داخل صندوق، وتم وضعه كوديعة في أحد البنوك في روما؛ لكن أوتورينو لم يقتنع بفكرة الحفاظ على الكأس في البنك، فذهب إلى البنك الذي توجد به كأس العالم في روما، وأخذ الكأس سراً دون أن يعلم أحد، وذهب أوتورينو بكأس العالم إلى منزله، لا وجاء بأحد صناديق حفظ الأحذية، ووضع بها الكأس ثم وضع الصندوق أسفل الفراش في غرفة النوم الخاصة به في منزله.وطلب هتلر تنظيم بطولة كأس العالم في ألمانيا عام 1942، وكلف ضباط الجيش الألماني بالبحث عن الكأس في إيطاليا لجلبها إلى ألمانيا؛ من أجل تنظيم البطولة.
في صباح أحد الأيام عام 1941 ذهبت مجموعة من ضباط الشرطة السرية الألمانية إلى منزل أوتورينو للبحث عن كأس العالم، وفتشوا كل أركان المنزل لكنهم لم يفلحوا في إيجاد الكأس.وفي عام 1943 تلقت ألمانيا سلسلة من الهزائم في الحرب العالمية الثانية، ومعها حليفتها إيطاليا إلى أن استسلمت إيطاليا لدول الحلفاء، وأصبحت تحت الاحتلال لكن كأس العالم ظلت في مكانها داخل صندوق الأحذية تحت الفراش في غرفة الدكتور أوتورينو طوال هذه السنوات، وبهذه الطريقة استطاع الحفاظ على الكأس من السرقة أو الدمار أو الوقوع في يد قوات الاحتلال في إيطاليا أو حتى الجيش الألماني، بعد ذلك وخلال عام 1943 سلّم باراسي كأس العالم إلى الاتحاد الإيطالي، الذي بدوره سلمه إلى المحامي جيوفاني ماورو، وهو أحد رجال كرة القدم في إيطاليا، الذي سلّم الكأس إلى صديقه ألدو تشيفيني؛ وهو لاعب كرة قدم سابق في ميلان وإنتر، وهو الذي أخفى كأس العالم في منزله الريفي في إقليم بريمباتي دي سوبرا لمدة 4 سنوات.
وانتهت الحرب العالمية في عام 1945، وظلت أوروبا عدة سنوات في حالة من الفوضى، وتم تسليم كأس العالم إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم في عام 1947 من أجل إقامة البطولة في البرازيل عام 1950.
1938 موسوليني يهدد منتخب بلاده بالقتل
تمكن المنتخب الإيطالي في النسخة الثالثة من المونديال من تحقيق ثاني ألقابه بفضل عدد ليس بالقليل من القرارات التحكيمية الخاطئة لنيل ود الحاكم الإيطالي الفاشي موسوليني.
ولم يختف موسوليني من المشهد حيث أمر فريقه بارتداء القمصان السوداء كدليل على غضبه بل قام أيضاً بتهديد الفريق ومدربه بالقتل في حالة العودة من غير اللقب.
وفي المباراة النهائية، تمكن الطليان من هزيمة المجر؛ ليخرج لاعبو المجر ويرددون نعم خسرنا، ولكننا أنقذنا حياة 11 فرداً.
1960 تشيلي تتعرض لأعنف زلزال مدمر في العالم قبل عامين من المونديال!
تنافست الأرجنتين رفقة جارتها تشيلي على استضافة نسخة كأس العالم 1962 لكن في النهاية، اختار الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، دولة تشيلي لاستضافة مباريات المونديال بالفعل.
وقتها كانت الامور تسير على ما يٌرام، لكن كعادة القدر في بعض الأحيان، عادة ما تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن! فقد تعرضت تشيلي لضربة قوية للغاية في عام 1960 وقبل إقامة البطولة بعامين فقط.
حيث تعرضت البلاد هناك في تشيلي لزلزال “فالديفيا” وكان أقوى زلزال على الإطلاق شهدته الكرة الأرضية وصلت شدته على مقياس ريختر بـ 9.5 “.
أدى ذاك الزلزال القاتل إلى تدمير الأخضر واليابس في تشيلي، حتى وأن معظم المنشآت التي تم تجهيزها بالفعل لاستضافة كأس العالم دُمرت تمامًا بما في ذلك البنية التحتية لتلك المنشآت!