مقالات

كابريتاج حلوان أحد أقدم الأماكن السياحية

كتبت: إيمان حامد

 

يعد كابريتاج حلوان أحد أقدم الأماكن السياحية التي إشتهرت بحلوان وخاصة في مرحلة الستينيات وكان يتسم بـنظافته وهدوءه وجوه الخالي من الأتربة وكان بمثابة مكان مخصص التنزه والعلاج بالمياه الكبريتية .

وقد إنشاء كابريتاج حلوان في عهد عباس باشا الأول الذى حكم مصر مابين شهر نوفمبر عام 1848م وحتي شهر يوليو عام 1854م وكان ثالث من حكم مصر من أسرة محمد علي باشا والذي أعاد إكتشاف العيون الكبريتية قدرا حين كان الجيش يعسكر في حلوان وإنتشر مرض الجرب بين الجند وكان أحد العساكر يمشى في الصحراء فوجد عين ماء لها رائحة كبريتية فإغتسل بها وتحسنت حالته فإنتشر الخبر بين الجند وتم شفاؤهم جميعا .

وعندما أستقبل عباس باشا الأول هذا الخبر أمر ببناء حمام متواضع بغرض الإستشفاء وذلك عام 1849م وفي صيف عام 1868م أرسل الخديوى إسماعيل لجنه لدراسة مياه العيون فى حلوان وأصدر فرمانا ببناء منتجع علاجي تم الإنتهاء منه عام 1871م كما أمر ببناء فندق ليسهل على الوافدين إلى حلوان للإستجمام والإستشفاء الإقامة وعهد بإدارته إلى الدكتور رايل وهو من أهم المتخصصين والباحثين في العلاج بمياه حلوان الكبريتية.

وفى عهد الخديوى عباس حلمي الثاني كان الحمام الذي بني فى عهد الخديوى إسماعيل قد تصدع وساءت حالته فأمر ببناء حمام جديد على أسس صحية حديثة ذو طراز إسلامي تعلوه قبة كتب بداخلها آيات من القرآن الكريم وأيضا تاريخ الإنتهاء من البناء وتولى بناء الحمام الثري المعروف سوارس وأشرف على البناء المهندس المعماري باتيجللي وإفتتحه الخديوى عباس حلمي الثاني سنه 1899م وفى عهد الملك فؤاد سنه 1926م .

ولكن الحكومة المصرية أستردت فندق الحمامات من شركة اللوكاندات التي كانت تستأجره وتسلمته وزارة المعارف العمومية وتم تحويله إلى مدرسة حلوان الثانوية وفى سنه 1955م وفي عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تم تجديد الحمام وأعيد الإهتمام به وهكذا أخذت أهميته تزداد وتم تطويره .

ويعتبر مركز حلوان الكبريتى مكانا للطب الطبيعي والروماتيزم نظرا لوجود تلك العين الكبريتية بإنسيابيه بالقرب من بركان خامد حيث يخرج الماء منها شفافاً وصافياً إلى سطح الأرض ولكن عند ملامسة الهواء للماء تتكون طبقة من الكبريت المخلوط بملح الكالسيوم ولذلك فهذا الماء يعد من أغنى العناصر الإستشفائية لكثير من الأمراض مثل الأمراض الجلدية والآلام الروماتيزمية والمفصلية وأمراض الكبد والمسالك البولية.

ويرجع تصميم الحمام إلي العمارة المملوكية التي إستخدمت بعض مفرداتها فى تصميم البناء مثل دهان الحوائط الخارجية باللونين الأصفر والأحمر كي يماثل الحجر المشهر وإستخدم فيه الزجاج الملون المعشق في الجبس والحلي الخشبية من الأرابيسك في النوافذ وكان يضم 38 حجرة للعلاج بالمياه الكبريتية وعدة غرف للإستراحة وشاليهات لإقامة المرضى على بعد خطوات من أماكن العلاج .

كما أدخلت عليه الأجهزة الكهربائية ليصبح به العديد من أنواع العلاج المختلفة منها الإنغماس فى الحمامات الكبريتية والعلاج بالطمى الكبريتى وبالكهرباء والحمام المائى الكهربى بالاضافة الى الآشعة تحت الحمراء بالإضافة إلي علاج الإلتهاب العظمى المفصلى المزمن والإلتهاب العظمى الروماتيزمى المزمن والنقرس المزمن والإلتهاب والأمراض الجلدية والإلتهابات الكلوية المزمنة ولين العظام وأمراض الجهاز التنفسى خاصة الربو والنزلات الشعبية والدرنية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى