كتبت.. نانسي ذكي
يعتبر طه حسين من أفضل الأدباء على مستوي العالم، درس العديد من اللغات وله العديد من المؤلفات التي أبهرت العلماء في مجال الأدب والنقد.
درس طه حسين في الأزهر، ثم التحق بالجامعة الأهلية حين افتتحت عام 1908، وحصل على الدكتوراه عام 1914ثم سافر إلى فرنسا ليكمل دراسته.
عاد إلى مصر ليعمل أستاذا للتاريخ ثم أستاذا للغة العربية، عمل عميدا لكلية الآداب، ثم مديراً لجامعة الإسكندرية، ثم وزيراً للمعارف، من أشهر كتبه”في الشعر الجاهلي، مستقبل الثقافة في مصر”.
مولده والنشأة
ولد”طه حسين” في 15 نوفمبر 1889، كان السابع ثلاثة عشر من أبناء أبيه، والخامس أحد عشر من أشقائه، في مركز مغاغة إحدى مدن محافظة المنيا في صعيد مصر.
أصيب بالرمد وهو يبلغ من العمر 4 سنوات، يرجع ذلك إلى الجهل وعدم جلب أهله الطبيب بل استدعوا الحلاق الذي وصف له علاجا ذهب ببصره، كان والد طه حسين يعمل موظفاً صغيرا في شركة السكر.
أدخله والده كتاب القرية لتعليم العربية، والحساب، وتلاوة القرآن الكريم وحفظه في مدة قصيرة أذهلت أستاذة وأقاربه و والده، الذي كان يصحبه أحياناً لحضور حلقات الذكر، والاستماع إلى قصص عنترة بن شداد وأبو زيد الهلالي.
تعليمه
دخل”طه حسين”جامع الأزهر للدراسة الدينية والاستزادة من العلوم العربية في عام 1902، ونال شهادته التي تخوله التخصص في الجامعة، لكن ضاق ذرعاً فيها، وهذا ما ذكره بنفسه، نتيجة عقم المنهج.
عندما فتحت الجامعة المصرية أبوابها عام 1908 كان طه حسين أول المنتسبين إليها، فدرس العلوم المصرية، الحضارة الإسلامية، التاريخ والجغرافيا، عدداً من اللغات الشرقية كالحبشية والعبرية والسريانية.
في سنة 1914، نال فيها شهادة الدكتوراه وموضوع الأطروحة”ذكرى أبي العلاء” ما أثار ضجة في الأوساط الدينية، وقد صدرت أوامر من شيخ الأزهر للجنة الفاحصة بعدم منح”طه حسين” درجة العالمية.
ولكن مؤلف”الأيام” قد منع من الحصول على درجة العالمية في الأزهر الشريف، فإنه قد بلغ أعلى درجة علمية في الجامعة، بنيله شهادة الدكتوراه وهكذا صار رجل”جامعة” بدل أن يصير رجل”جامع”.
في عام 1914 أوفدته الجامعة المصرية إلى مونبلييه بفرنسا، لمتابعة التخصص والاستزادة من فروع المعرفة والعلوم العصرية، فدرس في جامعتها الفرنسية وآدابها، علم النفس والتاريخ الحديث، حيث بقي هناك حتى سنة 1915.
أفكاره ودوره في الأدب العربي
دعا”طه حسين” إلى النهضة الأدبية، و عمل على الكتابة بأسلوب سهل و واضح مع المحافظة على مفردات اللغة و قواعدها، لقد أثارت آراؤه الكثيرين كما وجهت له العديد من الاتهامات.
ولم يبالي طه حسين بهذه الثورة ولا المعارضات القوية التى تعرض لها ولكن استمر في دعوته للتجديد والتحديث، فقام بتقديم العديد من الآراء التي تميزت بالجرأة الشديدة والصراحة.
فقد أخذ على المحيطين به ومن الأسلاف من المفكرين والأدباء طرقهم التقليدية في تدريس الأدب العربي، وضعف مستوي التدريس في المدراس الحكومية.
من المعارضات الهامة التي واجهها طه حسين في حياته كتابه”الشعر الجاهلي”، فقد أثار هذا الكتاب ضجة كبيرة، والكثير من الآراء المعارضة، وهو الأمر الذي توقعه طه حسين، كان يعلم جيداً ما سوف يحدث فما قاله في بداية كتابه.
أكاد أثق بأن فريقا منهم سيلقونه ساخطين عليه، ولكني على سخط أولئك وازورار هؤلاء أريد أن أذيع هذا البحث أو بعبارة أصح إلى طلابي في الجامعة، ونشره في هذه الفصول غير حافل بسخط الساخط.
أضاف طه حسين، أنا مطمئن إلى هذا البحث، وإن أسخط قوما وشق على آخرين فسيرضي هذه الطائفة القليلة من المستنيرين، وقوم النهضة الحديثة، وزخر الأدب الجديد.
نقده والمعارضين
قام سيد قطب بتأليف كتاب أسماه”نقد كتاب مستقبل الثقافة في مصر لطه حسين”، وممن رد عليه أنور الجندي في كتابه”محاكمة فكر طه حسين”.
كما رد عليه وائل حافظ خلف كتابه الذي أسماه”مجمع البحرين في المحاكمة بين الرافعي و طه حسين”، وألمح في آخر بحثه إلى أن طه حسين قد رجع بعد عن رأيه في الشعر الجاهلي.
كما عارضه خالد العصيمي في بحثه”مواقف طه حسين من التراث الإسلامي”، وأفرد محمود مهدي في كتابه طه حسين في ميزان العلماء والأدباء.
أقواله
أن نسير سيرة الأوروبيين ونسلك طريقهم، لنكون لهم أندادا، ولنكون لهم شركاء في الحضارة، خيرها وشرها، حلوها ومرها، وما يحب منها وما يكره، وما يحمد منها وما يعاب.
مؤلفاته
على هامش السيرة، الشيخان، الفتنة الكبري عثمان، مستقبل الثقافة في مصر، مرآة الإسلام، فلسفة ابن خلدون الاجتماعية، من آثار مصطفى عبد الرزاق، حديث المساء.
في الشعر الجاهلي، في الأدب الجاهلي، الحياة الأدبية في جزيرة العرب، فصول النقد والأدب، حديث الأربعاء، حافظ شوقي، صوت أبي العلاء، مع المتنبي، ألوان، خصام ونقد، أدبنا الحديث ماله وما.
المناصب والجوائز
حاز بمنصب و جوائز شتى، منها تمثيلة مصر في مؤتمر الحضارة المسيحية الإسلامية عام 1960، انتخابه عضواً في مجلس الهندي المصري الثقافي.
الإشراف على معهد الدراسات العربية العليا، اختياره عضواً محكماً في الهيئة الأدبية، رشحته الحكومة المصرية لنيل جائزة نوبل، حصل على الدكتوراه الفخرية من الجزائر عام 1964.
وفاته توفي طه حسين يوم الأحد 28 أكتوبر عام 1973 عن عمر يناهز 84 عاما.