أثار إطلاق القمر الصناعى الصينى، اليوم الأربعاء، إنذارا خاطئا بغارة جوية، اتهمت فيها تايوان الصين بإطلاق صاروخ، مما أدى إلى عاصفة سياسية فى الجزيرة، والتى تعتبرها الصين أراضيها رغم الاعتراضات القوية من حكومة تايبيه، وحاولت بكين مراراً وتكراراً التدخل في التصويت الانتخابى، سواء عبر الوسائل العسكرية أو السياسية أو الاقتصادية أو غيرها من وسائل. ووصفت الصين تلك الادعاءات بأنها “حيل قذرة”.
واعتذرت وزارة الدفاع التايوانية في وقت لاحق عن الترجمة الخاطئة باللغة الإنجليزية والتي استخدمت كلمة “صاروخ”. وإن إصدار التحذير استند على إعتبارات الأمن القومى ولم يكن هناك “أى تدخل سياسى مطلقا”. وأيد المرشح الرئاسي للحزب الحاكم، “لاي تشينغ-تي”، ما نشرته وزارة الدفاع فى بيانيًا يوضح مسار رحلة القمر الصناعي الذي يعبر جنوب تايوان. وصرحت وزارة الدفاع في وقت سابق إن حطام الصاروخ سقط على الصين فقط، وإن الصاروخ اتخذ مسار طيران “غير طبيعي”. وفقا لما ذكرته وكالة رويترز.
ويرجع ذلك لوزير خارجية تايوان الذى تحدث إلى الصحفيين الأجانب عندما انطلق الإنذار الشديد على الهواتف في الغرفة باستخدام عبارة “إطلاق الصين للقمر الصناعي” باللغة الصينية و”صاروخ” باللغة الإنجليزية.
وقال المكتب الرئاسى التايوانى أنه لا يعتبر إطلاق القمر الصناعى الصينى الذى طار صاروخه فوق جنوب تايوان على إرتفاع أكثر من 500 كيلو متر، محاولة للتدخل قبل الانتخابات ولا دافعا سياسىا، وأنه يعتبر ترتيبا سنويا عاديا. لكن حزب المعارضه الرئيسى تساءل عن سبب إصدار هذا التحذير.
وقال “جوناثان ماكدويل”، عالم الفيزياء الفلكية في مركز هارفارد سميثسونيان للفيزياء الفلكية، والذي يتتبع عمليات إطلاق الأقمار الصناعية الفضائية، لرويترز إن المرحلة الأولى من الصاروخ هبطت داخل الصين، وحلقت المرحلة الثانية فوق تايوان على ارتفاع مماثل لارتفاع محطة الفضاء الدولية. وأضاف قائلا: “لقد كان بعيدًا في الفضاء ودخل المدار بالفعل قبل عبور ساحل البر الرئيسي للصين. لذلك أعتقد أن هذا رد فعل مبالغ فيه من جانب تايوان. فالأقمار الصناعية تحلق فوق تايوان كل يوم”.
غضب المعارضة
وانتقد حزب “الكومينتانغ”، وهو أكبر حزب معارض في تايوان، الحكومة قائلا إن التحذير الصادر بشأن إطلاق القمر الصناعي “لا ينبغي أن يصبح أداة انتخابية”، وإن الناس هم الأكثر قلقا بشأن ما إذا كان التنبيه قد تم إرساله عن طريق الخطأ أو ما إذا كان لدى من أرسلوه لهدف معين في ذهنهم. مؤكذا أن هذه هى الطريقة التى يصفها دائما الحزب الديموقراطى التقدمى بأن كل شئ هو تدخل فى الانتخابات الصينية.
ودافع فنسنت تشاو، المتحدث باسم نائب الرئيس لاي تشينج تي، المرشح الرئاسي للحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم، عن حالة التأهب باعتبارها ضرورية لإبقاء المواطنين على اطلاع وطمأنينة.